Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Oct-2017

دول تنمو وأخرى تتمزق..! - طايل الضامن

 

الراي - بدأت خيوط المخططات التي حيكت للمنطقة بالظهور تباعاً، والتي يبدو أن الكثير من صناع القرار في المنطقة يعلمونها وغير غافلين عنها، لكن المدهش في الأمر أن تعلم انك تنزف او أن يدك ستبتر ولا تذهب الى الطبيب..!
 
منذ بدايات احتلال العراق، طفا على الساحة العربية حديث عن توجه أميركي اسرائيلي لتقسيم العراق واخراجه من معادلة القوى الاقليمية، فانشغل أهله بالحروب والتقسيمات الطائفية المقيتة، وابرام صفقات الفساد بالمنطقة الخضراء، الى أن وصل بهم الحال الى الخطوة الاولى للتقسيم وانفصال اقليم كردستان الذي لم يأبه شعبه المسلم لأية مشاعر أو أخلاق في رفع اعلام الكيان الصهيوني وتقديسه بصفته علم دولة تدعم قيام الدولة الكردية.
 
ومنذ زمن كنا ننادي بالوحدة العربية ونحلم بها، أصبحت اليوم ذكرى، وتحول حلمنا الى المحافظة على ما تبقى من دول عربية، والحفاظ على وحدتها، وبتنا نخشى على تقسيم المقسم، ولكن المؤسف أن الكثير من الانظمة العربية في المنطقة بدأت تفصح علانية عن دعم انفصال كردستان وتدمير دول عربية ودعم المتطرفين فيها بحجة اسقاط رئيس «ظالم».
 
أكبر تنظيم عربي في المنطقة مجلس التعاون الخليجي، تم اشعال الخلافات فيه دون انذار، وانقسمت الدول الخليجية حول المسألة، في اكبر أزمة يشهدها المجلس منذ تاريخ انشائه، بعد ان تم اشغاله بحرب اليمن..!.
 
نجحت القوى المنافسة أو المعادية للعالم العربي، من حرف مسار ثورات الربيع العربي، وتحويلها الى حروب اهلية ودعم وقودها، والمؤسف انها دعمت بالمال العربي، وسقطت دول كثيرة بين هشة وفاشلة، وتفاصيل المخطط لم تنته بعد، فالقادم أسوأ، والخريطة ستتغير، وما كان بالامس محرماُ سيكون وفق معطيات الوضع الجديد مستساغاُ وضرورة.
 
الدول العربية تتمزق، ويلعب بها «اللاعب» كما يلعب الطفل بالمعجون ويصنع الاشكال المختلفة، والمؤسف اننا نعلم بالنزيف ولا نذهب الى الطبيب، بل ندعم اراقة الدم، بالمقابل نشاهد دولا سبقتنا وباتت لا تضعنا في حساباتها، واصبحت تتصارع على النفوذ والسيطرة علينا كعرب.
 
تركيا التي خرجت قبل سنوات من اقتصاد ضعيف وديون متراكمة الى دولة قوية غير مديونة، بدأت تتمدد في المنطقة وتنشئ القواعد العسكرية في قطر والصومال وتقترب من شمالي العراق وتلعب في سوريا كما تريد دون حسيب او رقيب، كما تفعل ايران التي اصبحت تملك ترسانة عسكرية وبرنامجا نوويا تهدد فيها العالم بعد ان انتصر عليها العراق وهزمها في الحرب، لكن اليوم اين العراق واين ايران...؟.
 
اما اللاعب الرئيسي، اسرائيل، فهي بدأت تخوض حربها غير المعلنة مع الأتراك والايرانيين، من خلال التنافس على النفوذ في المنطقة العربية، ودعم الاقليات، في العالم العربي ابتداء من الاكراد الى اثارة الطائفية في مصر ودعم الامازيغ في المغرب العربي.
 
فاسرائيل اليوم لا تخفي دعمها لانفصال اقليم كردستان، عن العراق وانشاء الدولة الكردية التي ستعلن وفق مخطط يرسم له، وقد ينجح بعد فترة وجيزة واقتطاع جزء من سوريا وضمه لكردستان العراق.. ويتحقق حلم كردستان الكبرى، التي ستكون اسرائيل اخرى في المنطقة.
 
المنطقة حبلى بالمفاجآت، والمولود عربي مريض وقد يكون معاقاً تنهشه كلاب المنطقة، ان لم يسارع حكماء العرب الى التنبه لهذه الاخطار، ووأدها بأسرع وقت ان قدروا..!.