Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2018

زيارة محمد بن زايد وتلك الذكريات الجميلة - صالح القلاب

 الراي - بالطبع ومع أن الفارق الزمني يبلغ خمسة وستين عاماً، أطال االله عمر الشيخ محمد بن زايد بن سلطان هذا الشاب العروبي المنطلق في إتجاه الخير والبناء لبلده دولة الإمارات العربية المتحدة التي غدت وبسرعة ضوء البرق درة تاج بلدان العالم المتقدمة، والتي تجعل كل عربي عندما يذكر إسمها إنْ في الشرق وإنْ في الغرب «يُعنْقرُ عقاله»، فإنني أذكر وكنت من المبتدئين في الجامعة الأردنية في عام 1965 عندما قام الشيخ شخبوط بن سلطان بزيارة للأردن وقام الحسين العظيم رحمه االله بتقليده قلادة الحسين بن علي، التي لا يتم تقليدها في العادة إلاّ لعظماء قادة العالم.

كانت مدينة معان قد غشاها سيلٌ عرمُ ذات صباح مبكر جاء متفجراً من سلسلة جبال الشراه التي تحتضنها من الغرب، كالسيول التي أوجعت قلوبنا قبل أيام وأخذت معها نحو «بحيرة لوط» البحر الميت عدداً من بناتنا وأبنائنا وكانت زيارة الشيخ شخبوط في تلك الأيام البعيدة كزيارة الشيخ محمد بن زايد أطال االله عمره وسدد على طريق الخير خطاه من أجل مواساة الأردنيين وتخفيف مصابهم وهذا هو أكبر وأعظم ما يمكن أنْ يقدمه الشقيق لشقيقه والأخ لأخيه في مثل هذه اللحظات الموجعة والخطيرة.
كان وصول الشيخ شخبوط إلى مطار ماركا كوصول هذا الشاب الذي هو فخر للشباب العربي كله بعطاءاته المجزية لأشقائه وببناء بلدٍ وعلى خطى زايد (الخير) العظيم أصبح زينة بلدان أربع رياح الأرض، وكان هذا المطار قبل خمسة وستين عاماً هو المطار الوحيد في المملكة الأردنية الهاشمية، التي كانت عمان بداراتها الجميلة كحقل إقحوان صغير وكانت لم تصلها بعد كل هذه الفيلات الإسمنتية ولم يقفز بعد عدد سكانها من بضعة مئات الألوف إلى كل هذه الملايين التي تتلاطم في كل صباح وفي كل مساء كتلاطم أمواج أكبر المحيطات الكونية.
كانت الجامعة الأردنية، التي كان على رأسها أستاذ الأجيال الدكتور ناصرالدين الأسد، إحدى محطات الشيخ شخبوط، وكان يوم زيارته إليها يوماً شديد الأمطار وبارداً وكانت هذه الجامعة العريقة، التي لم يكن عدد طلابها قد بلغ الألفين بعد والذين أصبح كثيرون منهم قياديون في مواقعهم المختلفة والمتعددة، قد إستقبلت زائرنا الكبير عند مدخلها الجميل الذي لم يبق منه إلاّ ما يشبه باقي الوشم في ظاهر اليد بـ «يافطة» تحمل بيت شعر أعتقد أنه للراحل الكبير الذي غادرنا قبل أيام الدكتور محمود السمرة يقول:
بفضلك اعترف القاصي مع الداني
الله درك شخبوط بن سلطان
إنها أيام غدت بعيدة لكن ما قربها إلينا وذكرنا بها هو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان هذا الباني والمبدع والذي تفيض كفاه بالعطاءات الجزيلة والذي على خطى والده ذلك القائد الكبير بنى بلداً بات فخراً لكل عربي في هذا الجيل وفي الأجيال المقبلة.. وإلى أنْ يشاء االله.