Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jun-2018

دموع « ميلينيا» ! - سليم ايوب قونة

 الراي - بعد فشل ضغوط وسائل الاعلام في أميركا وخارجها، وانتقادات قيادات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ونداءات منظمات حقوق الانسان المتكررة وغيرها في تغيير موقف»ترمب» من مسألة المعاملة غير الانسانية للمهاجرين غير الشرعيين وأطفالهم من دول اميركا الجنوبية في مراكز الايواء على الحدود مع المكسيك، وحدها دموع «ميلينيا» هي التي أحدثت التغيير!

فهي القادمة من عالم الازياء والفن والأناقة، و لا تعرف عن عالم السياسة المعقد سوى انها بعد فوز زوجها أصبحت تعرف بالسيدة الاولى التي تقف الى جانبه عندما يستقبل رؤساء الدول وعقيلاتهم في البيت الابيض ملتزمة بامتياز لانحيازها لأناقتها وذوقها الرفيع!
مثلها مثل كل الناس صدمت السيدة الاولى « ميلينيا ترمب» لرؤيتها للمشاهد القاسية وأشكال المعاملة
الفظة التي يلقاها هؤلاء المهاجرون وأطفالهم على يد حراس الحدود الاميركيين بأوامر مباشرة من زوجها
الرئيس « ترمب». وتابعت والألم يعتصر قلبها تعليقات المذيعين والمذيعات المحترفين والمتأنقين والذين يتمتعون بقسط كبير من الاحترام والمصداقية، ولاحظت كيف فشلوا في كبت مشاعرهم وانفعالاتهم ازاء فظاظة تعامل رجال الامن والهجرة الاميركيين مع هؤلاء المهاجرين وأطفالهم أثناء محاولاتهم عبور حدود بلادها بدون تأشيرة!
لاحظت السيدة الاولى ايضا ان بعض هؤلاء المذيعين الوسيمين والمذيعات الحسناوات جدا تلعثم وخذلته خبرته وسرعة بديهته في سرد الاخبار المزعجة بمهنية وحياد، فأفلتت مشاعرهم وانفعالاتهم من عقالها، وجفت الكلمات في حلوقهم، بل أن بعضهم لم يتمكن من درء دموعه أو أخفاء سخطه واشمئزازه ازاء تلك الاعمال غير انسانية باسم بلاده التي تعلم فيها ان يكون منصفا ومتوازنا في أحكامه واستنتاجاته مما كان له أبلغ الأثر على مشاعر « ميلينيا» الرقيقة!
لهذا فقط في ظني وقد يكون في بعض الظن ثم تراجع «ترمب» ربما مؤقتا، عن قراراته المتشددة السابقة، وسمح للأطفال الابرياء بالبقاء بصحبة ابائهم وأمهاتهم في مراكز الايواء لحين التوصل الى حل يحظى بموافقته هو اولا!
حتى الان لم يعلق البيت الابيض على هذا التطور، ولكن الدلائل تشير بأن التراجع كان ضروريا لتهيئة الاجواء
المناسبة لقيام السيدة الاولى بجولة تفقدية تبدي أثناءها تعاطفها مع أطفال المهاجرين الباحثين عن لقمة
عيشهم عند جيرانهم الاثرياء في الشمال!
عندما جاء دوري لأطلع على بعض هذه اللقطات الدرامية وردود فعل بعض المذيعين المخضرمين والمذيعات الحسناوات وهم يحاولون كبت مشاعر غضبهم ورفضهم لمثل هذه التصرفات البربرية قفز الى ذهني سؤال: هل تجوز المقارنة بين عمق وحجم معاناة هؤلاء الاطفال الابرياء العالقين على الحدود الأميركية–المكسيكية، وبين معاناة اطفال مثلهم وعلى نفس الدرجة من البراءة، لكنهم عالقون في بلاد لم تعد سعيدة، و أخرى غير بعيدة منهم، لكنها محاصرة، تحولت فيها الطائرات الورقية التي يصنعها الاطفال الى اسلحة دمار شامل تهدد السلم العالمي، فوجب مواجهتها بنيران الصواريخ والطائرات!
في ذلك الجزء من عالمهم أطفال أبرياء يحرمون من دفء وحنان ابائهم وأمهاتهم مؤقتا، فتقوم الدنيا ولا تقعد، فتحزن «ميلينيا» وتبكي فيتراجع «ترمب». وفي الجزء الذي يعنينا أكثر هناك اطفال بأعداد مضاعفة و لا يقلون براءة، لم يعرفوا منذ ان ولدوا طعم الغذاء الجيد أو لون الدواء الشافي لأن الرصاص دائما كان أسرع!