Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Mar-2018

محطة وقود - سليم ايوب قونة

 الراي - تعودت ان ازود سيارتي بالوقود من محطة صغيرة متواضعة المعالم والخدمات تقع على جانب الشارع الذي اسلكه منذ سنين بشكل منتظم.

مصدر قلقي الوحيد في هذه المحطة كان العداد القديم المغروس في الارض ، الذي كان يحصي عدد اللترات المضخوخة والليرات المطلوبة ، لكنني تعايشت مع ذلك القلق لأن كل ما كنت أحتاجه من تلك المحطة هو وقود السيارة.
الى ان جاء يوم انقلبت فيه ملامح هذه المحطة رأسا على عقب. فاضافة لعملية تحديث واعادة تأهيل الموقع لاحظت وجود موظفات في عمر الشباب يرتدين زيا موحدا يقمن بكفاءة ومهنية عالية أيضا بخدمة الزبائن كجزء من مبادرة مشكورة لاحلال اليد العاملة الاردنية محل العمالة الوافدة التي كانت تعمل في تلك المحطة وربما غيرها لسنين طويلة.
اذن هي مهنة جديدة تفتح ابوابها للمرأة الاردنية بعد ان كانت حكرا على الرجال مما أعاد الذاكرة للسنة التي رأينا فيها نحن المواطنون الشرطة النسائية من مرتب دائرة السير تساهم في تنظيم عملية السير عند التقاطعات الرئيسية في عمان.
في سياق الحديث عن عمل المرأة والاحتفال بيومها العالمي تذكرت قصة امرأة أميركية اسمها « تامي دكوورث» ووجدت فيها ما يستحق بعض المقارنة والكثير من التأمل.
هي من مواليد بانكوك عام 1968 لأم تايلاندية وأب أميركي. لكنها اليوم عضو في مجلس الشيوخ الاميركي عن الحزب الديمقراطي من ولاية الينوي وقبلها كانت عضوا في مجلس النواب منذ عام 2012.
تزوجت « تامي» من زميل لها في الجيش عام 1993 ، وتدربت الى ان أصبحت قائدة طائرة مروحية ، علما بأن قيادة الطائرات المروحية في ذلك الوقت كانت من الوظائف القليلة المتاحة للمرأة الامريكية. لكن في عام 2004 تم اسقاط طائرتها من قبل المقاومة العراقية نتجت عنها بتر ساقيها وتعطيل ذراعها الايمن وأصبح جسمها أسير مقعدها المتحرك، لكن ليس ارادتها أوطموحها.
سلطت الاضواء من جديد على هذه المرأة لأنها ستنجب طفلها الثاني قريبا جدا وهي ما تزال على رأس عملها في مجلس الشيوخ. الملفت ايضا ان هذه السيدة تقود حملة للدفاع عن حقوق المرأة في بلدها المتطور جدا. فالولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة ، من بين 41 دولة متقدمة ، التي لا تحصل فيها المرأة العاملة على أجازة امومة مدفوعة الأجر. فهي تطالب بوضع تشريع يمنح المرأة العاملة اجازة امومة لمدة ثلاثة اشهر مدفوعة الاجر ولو جزئيا ، ولأنها تتنقل باستمرار من ولايتها الينوي الى العاصمة واشنطن بالطائرة ، فهي تطالب مثلا بتخصيص اماكن مناسبة لارضاع الاطفال في المطارات حيث تضطر الامهات لارضاع أطفالهن في الحمام ، كما فعلت هي عندما انجبت طفلتها الاولى عام 2014 ، وتقول هذا يشبه ان تطلب من أي مسافر ان يتناول ساندويشته في الحمام! وتضيف قائلة عبر ابتسامة واثقة ان هذه المطالب لا تعتبر من حقوق المرأة الاساسية فقط ، بل انها ضرورة ملحة للتطور الاقتصادي في أي بلد!
أعود الى محطة الوقود في عمان وأتساءل حول أولويات ومطالب العاملات الصابرات فيها في هذه المرحلة على الاقل. هل تبدأ هذه الاولويات بكيفية التخلص من سماع التعليقات السخيفة ومحاولات التحرش من قبل بعض سائقي السيارات العابرين ، وبخاصة عندما يظنون ان لا أحد من المتواجدين في المكان يسمعهم أم تنتهي هذه الاولويات بهذا المطلب ؟