Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jun-2018

القدس الشرقية أم شرق القدس في صفقة القرن عاصمة لفلسطين - د. شهاب المكاحله

الراي - أحدثت الجولة إلاقليمية التي قام بها المبعوثان الأميركيان جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات الى الشرق الاوسط زلزالاً من الإشاعات بأنهما على وشك الاعلان عن خطة سلام للمنطقة بناء على ما يريده الرئيس الاميركي دونالد ترمب، تلك كانت محاضرة القيتها أمام حضور من سياسيين ونخب من صناع القرار الاميركي ممن يريدون معرفة رأي الشعب العربي وخصوصاً الأردني والفلسطيني في قضية صفقة القرن.

لم يكن أمام الادارة الاميركية الحالية خطة بديلة للحوار والبدء بالتفاوض والنزول عن الشجرة سوى اقتراح صفقة لأنها تتم بناء على توصيات لا على اساس مفاوضات. وهنا لا يستطيع الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي ببساطة النزول عن الشجرة للحوار بعد ذلك الجدار بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والجدار العازل بين الاراضي الفلسطينية واسرائيل خصوصاً في ظل قيادتهما الحالية لأن الرئيس الفلسطيني لا يمكنه تقديم تنازلات اكثر الى الاسرائيليين كما أن رئيس الوزراء الاسرائيلي عنيد ولا يرغب في بدء أي حوار يعيد للفلسطينيين حقوقهم التي استولى عليها الاسرائيليون في حرب 1967.
الرئيس عباس ونتانياهو لا يقدران بعضهما البعض بسبب توسيع المستوطنات في العقد الأخير، فأين نحن
من حل الدولتين؟
من هذا المنطلق يواجه الزعيمان قيودا سياسية وشخصية محلية واقليمية ودولية غاية في الصعوبة.
فعباس يتقدم في العمر، وفي حالة صحية سيئة، يدير مناورة سياسية من رام االله. أما نتانياهو فهو من يقود حكومة يهيمن عليها معارضون لحل الدولتين.
إذا استطاع ترمب، بطريقة ما أن يعيد كلا من عباس ونتنياهو إلى طاولة المفاوضات، فربما ينجح في فرض واقع جديد ولكنه يصر على أن تمر صفقة القرن بدون الموافقة الفلسطينية عليها. خلال عام 2017 ، صب ترمب كل اهتمامه على الصراع في الشرق الاوسط متناسيا الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين مع محاباة واضحة للجانب الاسرائيلي حين اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.
قد يبدو قرار الاعتراف صائبا بالنسبة للادارة الاميركية التي وفت بوعد قطعته للناخب الاميركي لكنها افتقرت إلى سياق رؤية حل الدولتين التي تعترف بأن الفلسطينيين يستطيعون أيضاً تحقيق تطلعاتهم في عاصمة لهم هي القدس الشرقية، وهذا ما عقد الامور اما الرؤية الاردنية التي تفاجأت مثلما تفاجأ العالم بقرار ترمب في 6 كانون الأول 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي.الاميركيون والاسرائيليون يتلاعبون بالالفاظ كثيرا: دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية أم دولة فلسطينية عاصمتها في القدس الشرقية؟
ألمح بعض المسؤولين الاميركيين الى أن العمل على خطة حل الدولتين او صفقة القرن قد يستغرق فترة طويلة لأنه يتعلق بالبنى التحتية اولا في الضفة والقطاع والمنظومة الامنية. الهدف من الصفقة ليس العودة الى الحوار ولكن فرض ما هو مقرر أصلا على الفلسطينيين وغيرهم من دون ضمانات، بالطبع ذلك في صالح الحكومة الاسرائيلي.
وحين تحدث بعض المسؤولين لى عقب المحاضرة عن رؤيتي لحل الدولتين قلت لا بد من أن يكون هناك ديناميكيات للحفاظ على حل الدولتين حياً ونابضا للحيلولة دون انجراف المنطقة برمتها نحو مستنقع من الارهاب العابر للحدود. لذلك، اقترحت ما يلي لانجاح ما اتفق عليه باسم صفقة القرن:
أولا: بيان توضيحي من الرئاسة الاميركية عن ماهية الصفقة ورؤية الرئاسة لمبدأ حل الدولتين وصيغته
وحدوده وأبعاده الامنية والسياسية والاقتصادية مع تقديم عناصر أساسية لتلك الرؤية.
ثانيا: أن توضح الحكومة الاميركية أن الصفقة تستند الى القرار الاممي المتعلق بحدود 1967 مع مبادلات
حدودية يتفق عليها بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، مع حق اللاجئين في العودة الى فلسطين واعادة تأهيل الدولة الفلسطينية والقيام بترتيبات امنية مع الدول المجاورة ومنها الاردن ومصر ولبنان وسوريا واسرائيل.
ثالثا: يجب على الولايات المتحدة أن تضع سلسلة من الخطوات التي يمكن لجميع الأطراف اتخاذها بما يتفق
مع حل الدولتين وتعطي الطرف الاخر الثقة في العملية السلمية: فعلى إسرائيل أن تعلن تجميد بناء المزيدمن المستوطنات في الضفة الغربية شرق الجدار الأمني. ومن ناحية السلطة الفلسطينية فعليها أن تطور من منظومتها الامنية. كما ينبغي العمل على تنظيم الجهود الاقليمية لتقديم المساعدات لقطاع غزة وتطوير البنى التحتية من ميناء ومطار ومشروع لتوليد الطاقة الكهربائية لتخفيف معاناة الفلسطينيين.