الغد-هآرتس
أسرة التحرير
بعد نحو سنة وشهرين تقف الحرب في الشمال قبل النهاية. الاتفاق بين إسرائيل ولبنان – وعمليا بين إسرائيل وحزب الله - قريبة من منحى قرار 1701 الصادرة عن مجلس الأمن للأمم المتحدة، الذي أنهى حرب لبنان الثانية. الجيش الإسرائيلي ينسحب بالتدريج من أراضي جنوب لبنان، حزب الله يغادر المناطق جنوبي نهر الليطاني وقوات الجيش اللبناني تدخل بالتدريج إلى المنطقة.
من الصعب فهم أناس المعارضة الذين يلتفون الآن من يمين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويعارضون الاتفاق المتبلور. هكذا مثلا تحدث رئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس ضد الاتفاق. وادعى في أقواله بأن "سحب القوات الآن، والدينامية التي ستنشأ ستجعل الحال أصعب علينا وستسهل على حزب الله لإعادة تنظيم نفسه... محظور القيام بنصف عمل، محظور تفويت الفرصة لاتفاق قوي يؤدي إلى تغيير الوضع في الشمال من الأساس".
ينبغي الترحيب بالتهدئة المتوقعة في جبهة الشمال، بشكل يسمح لعودة السكان إلى هذا الإقليم وترميمه. أكثر من أي شيء آخر يدور الحديث عن مصلحة إسرائيلية. المخاوف من تعزز قوة حزب الله يجب أن تكون موجهة لزعماء إسرائيل على مدى السنين وعلى رأسهم نتنياهو، الذين لم يعملوا ضد تعاظم منظمة الإرهاب، لم يصروا على إنفاذ قرار 1701 وفضلوا شراء الهدوء مقابل الحكم.
ولذلك محظور للاتفاق في الشمال أن يسمح باستمرار القتال في الجنوب. صحيح أن إسرائيل نجحت في أن تفرض قطع ارتباط الساحة من الشمال مع الساحة من الجنوب – "وحدة الساحات"، الذي كان المبدأ الأعلى لإيران وحزب الله – لكن هذه الحقيقة لا ينبغي أن تعطي حقنة تشجيع لاستمرار الحرب في قطاع غزة، حيث زرعت إسرائيل الدمار، الخراب والموت بحجوم تاريخية. كما أن، ولعله أكثر من أي شيء آخر استمرار القتال في غزة معناه التخلي عن إعادة المخطوفين عمليا. 101 مخطوف إسرائيليا ما يزالون محتجزين في أيدي حماس، نحو نصفهم ما يزالون على قيد الحياة. ليس لهم وقت، وبالكاد هواء يوجد لهم. قبل بضعة أيام أعلن الجيش الإسرائيلي بأنه يفحص توثيقا نشرته حماس وتبدو فيه ظاهرا مخطوفة قتلت. بالتوثيق الذي نشر تبدو جثة تشوه وجهها، وتحت الصورة عبارة "ضحية جديدة لنتنياهو وهليفي". محظور إشاحة النظر عن هذا الواقع الرهيب، وعن حقيقة أن من تحت الأرض هناك توجد حياة يمكن انقاذها – وملزمون بإنقاذها.
على الحكومة أن ترى في نهاية الحرب في الشمال درجة مهمة في الطريق إلى إنهاء الحرب كلها – في جبهة الجنوب أيضا. على إسرائيل أن تستغل حقيقة أن حماس لن تتمتع حتى الآن من دعم نشط من حزب الله وأن تتقدم نحو اتفاق وصفقة في القطاع أيضا ما سيسمح بإنقاذ المخطوفين الذين ما يزالون على قيد الحياة. هذا أمر أخلاقي أعلى لدولة إسرائيل، والوقت لذلك هو الآن.