Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Oct-2017

نتنياهو الحشمونائي - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- خلال ملتقى التوراة الذي أحياه رئيس الوزراء نتنياهو في مقره الرسمي الاسبوع الماضي، ذكر ضيوفه ان مملكة الحمشونائيين بقيت نحو 80 سنة فقط وأنه يعمل على أن يضمن أن تتجاوز إسرائيل هذا العدد من السنين وتصل إلى المئة سنة. "نتنياهو قال، ان وجودنا ليس أمرا مسلما به وانه سيبذل كل جهد مستطاع كي يدافع عن الدولة"، قال شخص حضر المناسبة. أقوال نتنياهو توفر اطلالة ما على مزاجه كزعيم، إذ يتبين المرة تلو الاخرى أنه شخص ذو فكر متشائم، دفاعي وبقائي، يترجم في السنوات الاخيرة أيضا إلى سياسة إسرائيلية هدامة: رفض سياسي عضال، ادارة ظهر لمبادرة السلام الاقليمية، عدم ثقة مطلقة بالاتفاقات الدولية وارتباط بالقوى الرجعية.
إن المقارنة بين فترة نتنياهو وفترة الحشمونائيين من شأنها ان تحرج رئيس الوزراء. فخلال سنوات حكمه، لم يقد نتنياهو نحو تحالفات مركبة أو مع معارك عسكرية استثنائية بهدف ضمان وجود الدولة. فقد عني اساسا بالابقاء على الوضع وفضل "ادارة النزاعات" على حلها. وإرثه هو إرث سلبي: سيفعل كل ما يلزم للحفاظ على حكمه ("العرب يندفعون إلى صناديق الاقتراع")، وسيفضل الانشغال بتخويف الشعب، لمنع أي حركة تنطوي على أخذ مخاطرة، ولكن في نهايتها قد تنشأ منفعة بعيدة المدى.
ان الاستعارة لدولة الحشمونائيين وتشبيهها بدولة إسرائيل مهمة بسبب السيادة في البلاد، التي يتمتع بها اليهود في الفترتين. ولكن التحدي الحقيقي في الاستعارات التاريخية هو التعلم منها. فالأسئلة التي يفترض بنتنياهو ان يسألها لنفسه هي العوامل التاريخية التي أدت إلى نهاية الاستقلال الحشمونائي، وكيف يمكن الضمان إلا تتكرر تلك الاخطاء التاريخية. يعرف نتنياهو جيدا أن قصة الحشمونائيين هي قصة عن الحماسة الايديولوجية التي استبدلت بحماسة عسكرية. ويدور الحديث عن خليط فتاك، تميز بتوترات داخلية حول مسائل تسمى اليوم "الدين والدولة"، وكل ذلك تحت حكم سلالة أخذ الناس في مقتها. وبتعابير اليوم: "البيت اليهودي" يلتقي "العائلة الملكية".
تثبت سنوات حكم نتنياهو بانه غير قادر على النجاح في المهمة الوطنية الواجبة من تشخيصه التاريخي هو نفسه: فهو ليس فقط لا يمتلك الكفاءة اللازمة لحل مشاكل إسرائيل، بل هو مسؤول بقدر كبير عن قسم واسع منها. نتنياهو ينبغي أن يستبدل بزعيم يفهم بان تحطم الرقم القياسي للحشمونائيين، 80 سنة وجود، وايصاله إلى 100 سنة، حتى وان كان كهدف مرحلي، لا يمكن أن يشكل اساسا لرؤيا دولة.