Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2018

قراءة ملكية عميقة وشاملة ومستقبلية

الراي -  وضع جلالة الملك عبداالله الثاني خلال الجلسة الحوارية التي ادارها الاعلامي الاميركي في شبكة CNN فريد زكريا ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي انتهى للتو، النقاط على الحروف واضاء على جملة من القضايا الراهنة ذات الصلة بأزمات المنطقة وحرائقها، وبخاصة بعد القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، الأمر الذي أسهم في تأجيج الخلافات وتعريض عملية السلام والجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية للخطر.. ما دفع جلالته الى اعادة التأكيد على ما كان لفت اليه منذ وقت طويل وهو ان القدس مدينة الامل في الوقت ذاته الذي أكد فيه جلالته على انه لا يمكنه تصوّر ان يكون حل الدولة مقبولاً.

 
نشاط جلالته المكثف وجدول أعماله المزدحم على هامش منتدى دافوس كان مكرساً للترويج للاردن استثمارياً والى حشد الجهود الدولية عبر لقاءاته بزعماء دول العالم الذين شاركوا في دورة المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام من أجل الحدّ من الاثار السلبية للقرار الاميركي في شأن القدس وفي الآن عينه على التأكيد على ان الفلسطينيين يرغبون بالمضي قدماً بالسلام ولا يرون في واشنطن نزيهاً وإن كان جلالته عبّر عن الرغبة في انتظار خطة سلام اميركية معرباً عن استعداد الاردن للعمل مع كل الاطراف لايجاد حل يساعد على التقدم.
 
الجهود الملكية المباركة في شأن التأكيد على عروبة القدس وعدم السماح بترك المدينة المقدسة لتصبح مصدر خلاف، فإنما لاعادة لفت انظار الجميع في المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الى ان ذلك من شأنه ان يكون كارثياً ويخلق عنفاً لم نره سابقاً.
 
جلالة الملك يسمي كعادته الاشياء باسمائها بعيداً عن محاولات البعض لتمرير صفقات او ادخال تغيير على الاوضاع التاريخية والقانونية في المدينة المقدسة او الغاء وشطب وتصفية الحقوق الفلسطينية المشروعة في ظل بروز اشارات على عمل البعض لاجهاض حل الدولتين والترويج لحل الدولة الواحدة الذي أكد جلالته في إجابته على سؤال للصحفي الاميركي بانه إذا ما نظرنا الى الحقائق الديمغرافية للعرب الاسرائيليين والى الفلسطينيين تحت الاحتلال فإننا بالتالي سنكون في صدد مناقشة نظام الفصل العنصري، متسائلاً جلالته عما اذا كنا نستطيع التعامل مع نظام الفصل العنصري هذا ونجعله منصفاً للجميع؟
 
وخصوصاً ان هذا لا يقتصر على العرب الاسرائيليين والفلسطينيين تحت الاحتلال، إذ ان مواطني الدرجة الثانية هم ايضاً المسلمون والمسيحيون الاسرائيليون منهم او الموجودون في الضفة الغربية، ما يعني في رأي جلالته عن حق ان الحقائق الديموغرافية والتغييرات السكانية تشكّل تحدياً اكبر بالنسبة للاسرائيليين من تحدي الدولتين.
 
قراءة جلالة الملك العميقة والدقيقة للمشهد الاقليمي كانت محط اهتمام سياسي ودبلوماسي واعلامي في مقابلة جلالته مع اعلامي شبكة CNN الاميركي سواء في ما رآه جلالته في هذه المرحلة عن هلال ايراني ورفض جلالته استخدام الدين كأداة سياسية ام في اعادة جلالته التذكير والتأكيد على الحقيقة التي لا يمكن دحضها او المسّ بها وهي ان الدين الاسلامي هو دين محبة وليس دين كراهية، والمسلمون يؤمنون بالانجيل والتوراة والديانات السماوية وينادي الدين الاسلامي بالسلام.
 
اجابات جلالته على الاسئلة التي ظن البعض انها محرجة او تدفع الاردن الى تبني مواقف غامضة، بددت كل الاوهام بانحياز جلالة الملك الى الجهود المبذولة لحل قضايا المنطقة وازماتها سياسيا رغم رؤية جلالته الى ان الحل في سوريا بعيد المنال وخصوصا ان الوضع في شمالها بات اكثر تعقيداً، في الوقت نفسه الذي اضاء جلالته على حقيقة ان السعودية الشقيقة تضع خطوطاً حمراء امام التدخل الايراني وخطر الجماعات الذي يهدد الخليج العربي وان المملكة العربية السعودية تلعب دوراً فاعلاً واستباقياً، في الوقت ذاته الذي حذّر فيه جلالته بحكمة وبُعد نظر وقراءة دقيقة للاوضاع في المنطقة من طبول الحرب، حيث هناك خلافات كثيرة لا بد من مواجهتها بالحكمة.
 
رأينا
أي