Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2018

صفقة الإفراج عن القس الأميركي تطلق يد أردوغان في شمال سورية

 

الأناضول (تركيا) - توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اول من امس بتحويل خنادق يحفرها المسلحون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة حول مدينة منبج السورية، إلى قبور لهم.
وجاءت تهديدات اردوغان بعيد إعلان محكمة تركية الإفراج عن القس الأميركي أندرو برانسون ضمن صفقة سرية بين أنقرة وواشنطن تتيح تخفيف الضغوط الاقتصادية الأميركية على تركيا وفي إطار مساومة أيضا حول الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية التي تصنفها الحكومة التركية تنظيما "إرهابيا".
وأثار احتجاز القس الأميركي في تركيا ثم وضعه في الإقامة الجبرية أزمة دبلوماسية بين أنقرة وواشنطن ودفع الأخيرة لفرض عقوبات على مسؤولين أتراكا وتكثيف تسليح المقاتلين الأكراد في سورية وتزويدهم بمعدات متطورة تساعدهم في حفر خنادق حول منبج.
وكانت وكالة الأناضول التركية الموالية للحكومة قد نشرت قبل أيام تقريرا أشارت فيه إلى أن واشنطن قدمت أسلحة ومعدات حفر للوحدات الكردية التي تقيم خنادق حول منبج.
ودعت الرئاسة التركية في وقت سابق واشنطن لتطبيق اتفاق منبج الذي ينص على تسيير دوريات مشتركة أميركية تركية في المدينة وإخراج المسلحين الأكراد منها.
وتعثر تنفيذ هذا الاتفاق في الفترة الماضية بسبب تمسك تركيا بعدم الإفراج عن القس الأميركي، لكن أنقرة خضعت أخيرا للضغوط الأميركية للحفاظ على مصالحها في سورية من جهة ولتخفيف الضغط على عملتها الوطنية التي انهارت قيمتها في الأشهر القليلة الماضية إلى أدنى مستوى لها وتفاقمت أزمتها مع فرض واشنطن رسوما جمركية قاسية على الواردات من تركيا.
وشكّلت صفقة الإفراج عن القس برانسون على ما يبدو ضوء أخضر لتركيا للتصعيد ضد المسلحين الأكراد في سورية.
وسبق أن اشتكت الإدارة الذاتية للأكراد في سورية من خذلان واشنطن والتحالف الدولي لها حين هاجمت القوات التركية وفصائل سورية موالية لأنقرة، مدينة عفرين وتركت المسلحين الأكراد يواجهون مصيرهم في مواجهة الهجوم التركي العنيف الذي انتهى بطرد مقاتلي قوات سورية الديمقراطية منها والتي يشكل الأكراد عمودها الفقري.
وقال اردوغان إن الخنادق لن تمنع الجيش التركي من الدخول إلى منبج (شمال سورية). وتنتشر في المدينة السورية قوات أميركية كانت تساعد قوات سوريا الديمقراطية في معاركها ضد تنظيم "داعش".
وأكد على مواصلة قوات بلاده القضاء على من وصفهم بالإرهابيين في كل المناطق الجغرافية الوعرة من جرابلس والباب ومرورا بعفرين (منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون) ووصولا إلى شمالي العراق.
وتطرق الرئيس التركي إلى خارطة الطريق حول منبج قائلا "وعدونا بمغادرة إرهابيي "ي ب ك" منطقة منبج خلال 90 يوما ولم يوفوا بالوعد وبدورنا سنقوم باللازم".
ويبدو أن تركيا استثمرت جيدا في قضية احتجاز القس الأميركي للضغط على واشنطن لوقف دعمها للمسلحين الأكراد في سورية الذين شكلوا إلى وقت قريب رأس الحرب في مواجهة تنظيم "داعش" في سورية.
وفاوضت أنقرة مرارا الولايات المتحدة لإخراج الوحدات الكردية من منبج وحصلت على موافقة من وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون الذي أقيل من منصبه بعدها بوقت قصير.
وأعادت التفاوض مع خليفته مايك بومبيو وتوصلت لاتفاق يقضي بتسيير دوريات مشتركة في منبج، لكن التوتر الأخير على خلفية محاكمة تركيا للقس برانسون أعادت خلط الأوراق من جديد.- (وكالات)