Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2017

الشهيد وصفي التل في ذكرى استشهاده - فواز الخريشا

الراي - الوفاء لشهداء الأردن الخالدين ليس (موسماً) بل هو شعور وفاء راسخ لدى جميع الأردنيين الأوفياء ومن هؤلاء الشهداء الأبرار الشهيد الشجاع الخالد وصفي التل ابن الشاعر الأردني الوطني الكبير مصطفى وهبي التل(عرار) كان الشهيد وصفي التل فارساً أردنياً محبوباً وبدوياً شجاعاً وفلاحاً منتجاً وقائداً عسكرياً مناضلاً محترفاً في معارك البطولة والشرف على أرض فلسطين الغالية وسياسياً محنكاً بارعاً ناجحاً ولد الشهيد وصفي التل عام 1920 في عروس الشمال اربد واستشهد بتاريخ 28 /11 /1971 في القاهرة عندما أصر على المشاركة في اجتماع مجلس الدفاع المشترك حيث بكت عليه المدن والقرى والبوادي.

تولى الشهيد وصفي التل منصب رئيس الوزراء في أحلك الظروف وأقساها ثلاث مرات في أعوام 1962 1965 ،و 1970 و كان سياسياً بارعاً ناجحاً كان يخطط ليصبح الأردن العربي الهاشمي أخضر وكان يفضل باعتزاز وطني راسخ ورقة خبيزة أو عرق شومر أو قرن عكوب أو كأس ميرمية أو رشفة زعتر على أية أنواع أخرى لأنها من ثمار الأرض الأردنية المعطاءة وكان الشهيد وصفي التل لا يحابي ولا يرائي في أمن الأردن العربي الهاشمي المناضل المرابط حيث كان يقول إن (أمن الأردن وهيبة الدولة) هما فوق كل اعتبار مع التأكيد على تماسك الجبهة الداخلية المقدسة والالتفاف دائماً حول القيادة الهاشمية المظفرة المطهرة التي هي حقاً( هبة االله) للأردن. كان الشهيد وصفي التل كالفولاذ صلابة وشجاعة وكالنسيم ليناً ومرحاً.

فعندما حذرته المخابرات الأردنية والمخابرات الصديقة والملك الراحل الحسين طيب االله ثراه بعدم المشاركة في اجتماع مجلس الدفاع المشترك في القاهرة بتاريخ 28 /11 /1971 وقف أمام الملك والحضور وهو القائد الشجاع وقال « أنا لا أخاف الموت إذا الموت حان..

فأنا أتمنى الشهادة في سبيل الأردن العربي الهاشمي المناضل» وهكذا تحققت (أمنيته) بالشهادة على أرض الكنانة وكان مشيعوه بالالاف حضروا من كل حدب وصوب وكان استشهاده أكثر من مأساة وأكبر من فاجعة وللشهيد الغالي منجزات تشبه المعجزات ومنها تأسيس الجامعة الأردنية والعمل الوطني الكبير بإشراك سلاح الهندسة الملكي في العمل الوطني مع دائرة الآثار الأردنية للبحث عن الأعمدة والتيجان المزخرفة المطمورة تحت الأرض في آثار جرش بسبب الزلازل وترميمها ونصبها بأمان عام 1962 وكنت أنا قائداّ عسكرياً مشاركاً في تلك الحملة الوطنية الناجحة والتي استمرت 18 شهراً حيث تحقق الحلم الأردني بإقامة المهرجان الوطني (مهرجان جرش) والذي افتتحه الملك الراحل الحسين وجلالة الملكة نور الحسين بتاريخ 28 /7 /1981 والذي أصبح مهرجاناً عالمياً للنشاطات الثقافية والفنية والأدبية الناجحة المبدعة.

حقاً أيها الشهيد الغائب الحاضر (وصفي) (الزعيم الأردني الخالد) لقد علمتنا (قدسية) خدمة الأردن المناضل المرابط والعرش الهاشمي المفدى. نحن نرثيك ولا نبكيك فأنت أعز من كل نعي وأغلى من كل دمع لك الرحمة والغفران.