Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Mar-2018

هذا ليس حلا - عاموس غلبوع

 

معاريف
 
الغد- في الأسبوع الماضي توفي اوري لوبراني، من عظماء الدبلوماسية والمستشارين السياسيين الذين كانوا لدولة إسرائيل. وحضر جنازته يتسحاق مردخاي، أحد وزراء الأمن الخمسة الذين شغل لوبراني لديهم منسقا لاعمال إسرائيل في لبنان. بعضهم ليسوا معنا. موشيه آرنس لم يتمكن من الحضور، وايهود باراك كان يتواجد في الولايات المتحدة، حيث يقضي الكثير من الوقت. خسارة. ليس فقط لان باراك يفوق الجميع في قدرته الرائعة على التأبين، بل اساسا لانه يدين لاوري بإنجازه الاكبر برأيي: الخروج من لبنان في ايار 2000.
لسبب ما هناك بيننا من يتهمون باراك بانه "هرب من لبنان". ويحرص الليكود في كل مرة على الاشارة إلى ذلك في موقفه من باراك. بل أن هناك من يربطون معا فك الارتباط عن قطاع غزة بقرار من اريئيل شارون والخروج من لبنان بقرار من باراك، كمثال سلبي على خروج من طرف واحد للجيش الإسرائيلي إلى ما وراء حدود الخط الاخضر. وبالفعل، فقد كان اوري لوبراني هو الذي منح الخروج من لبنان طابعه السياسي الخاص، الذي يميزه تماما عن فك الارتباط عن غزة ويجسد أكثر من كل شيء آخر أنه لم يكن هنا هروب بأي شكل من الاشكال. فما هو الدرس الحيوي للحاضر وللمستقبل؟
لقد كان اوري لوبراني هو الذي فهم أن مجرد الخروج احادي الجانب من لبنان، مثلما قصد باراك في البداية في حالة عدم نجاحه في تحقيق اتفاق مع السوريين، هو محمل بالمصيبة لحدودنا الشمالية. والفكرة التي وضعها، بل وخطها كتابيا، هي التالية: إذا لم ننجح في الوصول إلى اتفاق مع السوريين، وفي اطاره نتمكن من الخروج بهدوء من لبنان، فعلينا ان نخرج باتفاق مع "العالم"، مع قرار من مجلس الامن. على مجلس الأمن أن يقرر باننا خرجنا من لبنان إلى الحدود الدولية. وهذا سيمنح خروجنا شرعية دولية، يجعل كل عملية ضد إسرائيل من لبنان غير شرعية ويمنح شرعية دولية لردودنا. قرار من مجلس الأمن سيخلق سور من الشرعية على حدودنا الشمالية.
كيف نعمل ذلك؟ الفكرة الابداعية من خارج العلبة لاوري كانت ان نقترح على الأمين العام للأمم المتحدة أخذ قرار مجلس الأمن رقم 425 في آذار (مارس) 1978، بعد خمسة أيام من اندلاع حملة الليطاني، والذي اقر خروجنا من لبنان، وتطبيقه بالتوافق مع خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان في العام 2000. فتحمس ايهود باراك للفكرة اللامعة (وبالطبع حاول بعد ذلك آخرون عزوها لانفسهم) ولكن الفكرة استوجبت عملا سياسيا واسع النطاق: كان من الواجب اقناع الرئيس كلينتون وتجنيده للفكرة؛ وكانت حاجة لنيل موافقة الأمين العام للأمم المتحدة، أعضاء مجلس الأمن وعلى رأسهم فرنسا.
وقد تم هذا العمل السياسي وبدأ الدولاب السياسي يتدحرج. ما حصل هو أن تفكك جيش لبنان سبق انتهاء المسيرة السياسية وتقرر الخروج قبل اقراره الدولي. فهذا الاقرار لم يصدر إلا في 16 حزيران 2000، حين أعلن الأمين العام للأمم المتحدة رسميا لمجلس الأمن بان إسرائيل نفذت قرار 425 وخرجت من لبنان. واقر مجلس الأمن بيانه.
كل هذا لم يكن على الاطلاق في فك الارتباط عن قطاع غزة، ومن ناحية دولية نحن ما نزال "القوة المحتلة" والمسؤولة. فلم يبن "جدار دولي" على الحدود، ونحن "نأكل" هذا وسنواصل "اكله". في الفترة الاخيرة تطرح الصيغة السحرية: "الانفصال" في يهودا والسامرة. هذه لغة نقية للكلمة النكراء فك الارتباط، ولكن ذات مضمون متشابه: خروج إلى خط الحدود المقرر، ولكن دون أي اتفاق؛ دون أي شرعية دولية. هذا، برأيي، وصفة مؤكدة للمصائب، وليس للحلول.