Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2018

متى سنعلم عدم اطلاق سراح مخربين؟ - نداف شرغاي

 

إسرائيل هيوم
 
الغد- ما زال غير واضح هل محررو صفقة شليط متورطين، بتوجيه مباشر أو غير مباشر، بقتل رجل الدين الورع رزئيل شيفح، لكن لن يكون مفاجئا إذا تبين أن الأمر كذلك. في السنوات الاخيرة بشكل عام وفي الاشهر الاخيرة بشكل خاص احبط الشباك عشرات العمليات التي وجهت من قبل محرري صفقة شليط الذين تم طردهم إلى غزة، واحتلوا هناك قيادة حماس. حماس غزة تحاول تقريبا بصورة علنية تنفيذ الإرهاب ايضا في الضفة الغربية.
إسرائيل منذ سنوات تقطف الثمار العفنة التي تخرجها المرة تلو الاخرى صفقات ومبادرات حسن النية المتمثلة في اطلاق سراح الإرهابيين أو حتى طردهم. في كل لحظة زمنية كهذه توهم إسرائيل نفسها بأنه في هذه المرة الأمر سيكون مختلفا، ولكن مرة تلو الاخرى يتبين لها أن القاتل يبقى قاتلا والمخرب يبقى مخربا. حوالي نصف الـ 14 ألف مخرب محرر الذين اطلقت إسرائيل سراحهم منذ العام 1985 عادوا إلى الإرهاب بهذا الشكل أو ذاك. مئات قتلوا أو جرحوا على أيدي مخربين محررين. مئات العمليات الاخرى احبطت.
الانتفاضة الأولى حركها محررو صفقة جبريل في 1985. آلاف المخربين الذين اطلق سراحهم في صفقات ومبادرات حسن نية بين الاعوام 1993 – 1999 شاركوا في الانتفاضة الثانية، التي قتل فيها مئات الإسرائيليين. عشرات من محرري صفقة تينينباوم قتلوا أكثر من اربعين إسرائيليا. والآن جاء دور محرري صفقة شليط ليقتلوا ويطلقوا النار ويصيبوا ويخططوا لعمليات. الكثيرون (ايضا كاتب هذه السطور) حذروا من هذا الأمر مسبقا. من المؤسف أننا كنا محقين.
مثلث قيادة حماس المشهورة جدا، الذين تركوا وراءهم نهرا من الدماء، قضوا في السابق احكاما في السجون الإسرائيلية: احمد ياسين الذي تم اطلاق سراحه في صفقة جبريل، صلاح شحادة الذي اطلق سراحه في العام 2000 وعبد الله قواسمي الذي طرد إلى لبنان في 1992. ايضا صالح العاروري الذي تم ابعاده من إسرائيل في اتفاق غريب بدل اعتقاله ووضعه في السجن، هو المسؤول عن توجيه عمليات كثيرة منها عملية اختطاف الفتيان الثلاثة وقتلهم. بعد أن تولى رئاسة حماس في الخارج ووجه من هناك عمليات إرهابية في اراضي الضفة الغربية.
العاروري اصبح اليوم في قمة قيادة حماس، نائب اسماعيل هنية. في حين على رأس هذه المنظمة الإرهابية يقف أحد المحررين في صفقة شليط وهو يحيى السنوار. تم اطلاق سراح السنوار في الصفقة مع حسام بدران وتوفيق أبو نعيم وزهير جبارين، الذين هم ايضا لم ينهوا قضاء حكمهم في السجن الإسرائيلي. هذه المجموعة تقود الآن قيادة حماس القاتلة من غزة. محررو صفقة شليط قتلوا (أو كانوا مشاركين في القتل) حتى الآن الحاخام ميخي مارك، ملاخي روزنفيلد، باروخ مزراحي وداني غانون والفتيان الثلاثة الذين تم اختطافهم في غوش عصيون.
كل حكومات إسرائيل كانت مخطئة في اطلاق سراح المخربين الذي عادوا إلى الإرهاب. ايضا أيدي المحكمة العليا ليست بريئة، حيث أنها صادقت على الصفقات أو مبادرات حسن النية. خلافا لانعدام الاخلاق الكبير المرتبط بعملية اطلاق سراح مخربين من السجن – اضافة الى الاستخفاف بالقانون وقرار المحكمة – يقف الواقع المر: اطلاق سراح مخربين ربما يعيد الى البيت جندي أو جنود، واحيانا جثة أو جثث جنود، هم أعزاء علينا جدا، لكن دائما اطلاق السراح يجبي منا ثمن اكبر وضحايا اكثر بما لا يقاس.
كل صفقة وبادرة حسن نية تصب المزيد من الزيت على نار الإرهاب وتساهم بدورها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في الاضرار والقتل والاختطاف القادم، هي تقريبا تستدعيها. يجب علينا تذكر هذا عندما سنجد أنفسنا مرة اخرى، لا سمح الله، في وضع يضغطون فيه علينا من اجل اطلاق سراح مخربين. يجب علينا التوقف عن تسميتهم "سجناء أمنيين"، وايضا يجب علينا الاهتمام بسرعة بأن يتوقفوا عن الحصول على الرواتب من السلطة الفلسطينية ومن أبو مازن (التي حتى الآن إسرائيل تنقل اليها الأموال) – على جرائمهم وعمليات القتل والاختطاف التي يقومون بها. هذا حساب بارد، فظيع وقاس، الذي على كل قيادة استنادا لمسؤوليتها عن أمن المواطنين، مطلوب منها مستقبلا القيام به والتعلم منه.