Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Nov-2018

حرب "البيت اليهودي" - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نجح في إطفاء الحريق السياسي الذي أشعله وزير الأمن افيغدور ليبرمان مع بيان استقالته. فغداة المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو أول من أمس وناشد فيه رفاقه في الحكومة الامتناع عن السير نحو الانتخابات لاعتبارات وطنية- أمنية، تراجع رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت وسحب مطالبته لان يعين وزيرا للأمن كشرط لابقاء حزبه في الحكومة.
لقد قيد نتنياهو بينيت وشريكته أييليت شكيد، حين عرض صورة مقلقة من الالحاح الأمني. فاستخدم ترسانة التخويف المليئة باننا "نعيش إحدى المراحل الأمنية الأكثر تعقيدا وفي هذه المرحلة لا يجب التوجه إلى الانتخابات"، وبخ رفاقه على "اللعب بالسياسة"، ولانهم معنيون بحل الحكومة (في منتصف المعركة). وللحفاظ على وحدة حكومته خوف نتنياهو الجمهور وشرح أن بانتظارنا أوقات قاسية. روى أنه توجد معلومات حساسة لا يمكنه أن يطلع الجمهور عليها الآن واوضح بانه ستكون حاجة للتضحية من جانب الجميع.
نجحت المناورة: بينيت وشكيد قررا عدم الاعتزال. ولكن يثور تخوف شديد من أنه لأجل منع حل الحكومة، من شأن نتنياهو وبينيت الان أن يصدا مضمونا في تلك التقديرات الأمنية، و"الاثبات" للجمهور أن أقوال نتنياهو لم تأت من فراغ وأن بينيت لم يتراجع بسبب احبولة سياسية بل لأنه اطلع على الاسرار وابدى مسؤولية وطنية. 
إن التقدير الأمني المقلق لنتنياهو لا يستوي مع عدة حقائق: وزير الأمن المنصرف قال صراحة انه لا يوجد ما هو حقيقي في التلميحات وكأن إسرائيل على شفا حرب لأسباب لا يعرفها الجمهور؛ المستويات المهنية في جهاز الأمن لا تشخص تغييرات دراماتيكية في الأسابيع الاخيرة؛ إذا كانت إسرائيل في "ذروة معركة" فكيف فكر نتنياهو قبل أسبوعين بتقديم موعد الانتخابات؟
ولماذا درج على التبجح بالوضع الاستراتيجي الرائع لإسرائيل؟ 
غير أن إمكانية أن ينتج رئيس الوزراء استعراضا عابثا لخطر أمني فقط كي يقنع وزراءه هي مواساة صغيرة جدا من ناحية الجمهور الإسرائيلي. فالخطر الحقيقي يكمن في امكانية أن يكون قادة البيت اليهودي قد تنازلوا عن "المطالب السياسية" من نتنياهو مقابل الاستجابة لمطالباتهم العسكرية. 
وحسب بينيت، فقد وعد نتنياهو الجمهور "بتغيير الاتجاه" الأمني. أما ما هو ذاك الاتجاه الأمني الذي يتطلع اليه بينيت، الذي تحفظ من وقف النار في غزة، يعرفه الجميع. محظور ان تصبح المناورة السياسية التي استهدفت بقاء رئيس الوزراء في منصبه مدخلا للحرب التالية – حرب البيت اليهودي.