Friday 3rd of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Apr-2024

رسالة تحذيرية إلى التّحالف الدّولي... الجولاني يطلق سراح قياديّ أردنيّ سابق في "داعش"؟
 النهار العربي
عبدالله سليمان علي
21-03-2024
 
 
لم يقتصر فتح باب السجون والمعتقلات في إدلب على المتّهمين في ما سُمي "قضية العملاء" التي هزّت صفوف "هيئة تحرير الشام" بالعمق، بل بدأت حالات الإفراج تشمل فئات أخرى من المعتقلين مثل المنتسبين إلى "حزب التحرير" وبعض المعارضين لإمارة الحكم الإسلامية التي أقامها الجولاني على أنقاض الفصائل التي حاربها على مدار السنوات السابقة. غير أن ما شكّل سابقة خطيرة هو أن الجولاني بدأ إطلاق سراح قادة "داعش" المعتقلين في سجونه، ما قد يشكّل رسالة موجهة إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بأن أيّ تصعيد شعبي أو أمني قد يطاله شخصياً سيدفعه إلى المغامرة في اتجاهات مختلفة قد يكون أحدها تخفيف القبضة الأمنية عن خلايا "داعش" الموجودة بكثرة في إدلب ومحيطها. ومعروف أن اثنين من خلفاء "داعش" قتلا هناك هما أبو بكر البغدادي في قرية باريشا وأبو إبراهيم القرشي في أطمة.
 
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مناهضة لـ"هيئة تحرير الشام" ومقربة من القيادي المنشق أبو أحمد زكور أن الجولاني أطلق سراح الدكتور سعد الحنيطي، أحد أبرز الجهاديين الأردنيين الذين انضموا إلى تنظيم "داعش" عام 2014، وهو من قادة التيار السلفي الجهادي المعروفين في الأردن.
 
وجاء الإفراج عن الحنيطي وسط ضغوط كبيرة يتعرض لها الجولاني على خلفية إدارته ملف العملاء، والتي أفضت منذ شهر إلى اندلاع احتجاجات شعبية تطالب بإسقاطه وتنحيه عن قيادة إدلب. 
 
والمفارقة أن الجولاني الذي سارع إلى إطلاق سراح الحنيطي الذي كان مقرباً من الجهادي الأردني عمر مهدي زيدان من دون أي مقدمات، كان قد رفض وساطة قادها إبراهيم شاشو للإفراج عن الجهادي المصري أبو شعيب طلحة المسير الذي اعتقل في مدينة إعزاز قبل شهور على خلفية انشقاقه ومعارضته للجولاني.
 
وتضاربت الأنباء حول المناصب الحقيقية التي كان يتولاها الحنيطي في صفوف تنظيم "داعش"، ففيما يصرّ بعض الخبراء الأردنيين على أنه لم يتول أي منصب قيادي في التنظيم، مشيرين إلى خضوعه لدورة "استتابة" في إشارة إلى ضحالة شأنه، كانت العديد من التقارير الإعلامية تصف الحنيطي في مرحلة ما بأنه رئيس المحاكم الشرعية في تنظيم "داعش"، وبأنه من خلال هذا المنصب ساهم في إصدار عشرات قرارات الإعدام ضد قادة "جبهة النصرة" في حقبة الخلاف بين الطرفين.
 
وكانت وكالة "إباء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" قد أعلنت في شهر حزيران (يوينو) من عام 2018 القبض على من وصفته بأحد رؤوس خلايا تنظيم "داعش" في إدلب، والذي يدير جانباً من عمليات التفجير والاغتيال في المحافظة، لا سيما العمليات التي يتعرض لها كوادر "هيئة تحرير الشام".
 
وذكرت الوكالة أن الجهاز الأمني ألقى القبض على القيادي في "داعش" سعد الحنيطي في مدينة الدانا، وقالت إنه أردني الجنسية من أتباع أبو محمد المقدسي ومن منظري التيار السلفي الجهادي في الأردن.
 
وكان الحنيطي قد أتى إلى سوريا في شهر نيسان (أبريل) عام 2014 مع أسرته بعد إطلاق سراحه من السجن على خلفية مشاركته في احتجاجات مدينة الزرقاء. وذكرت مصادر جهادية في حينه أن الحنيطي جاء حاملاً وساطة أعدها بالمشاركة مع أبو محمد المقدسي للصلح بين الجولاني وأبي بكر البغدادي بعد الخلاف الذي نشأ بينهما عام 2013 حول البيعة والتبعية، وقرر الجولاني على إثره الانشقاق عن البغدادي والاستفراد بقيادة "جبهة النصرة".
 
وقبل اعتقاله لدى "هيئة تحرير الشام" سادت شائعات حول قيام "داعش" بإعدام الحنيطي بسبب مخالفته الفتاوى الصادرة عن التنظيم على خلفية الشرخ الذي أحدثه التيار الحازمي في صفوف التنظيم بين عامي 2014 و2017، غير أن اعتقاله كان كافياً لتفنيد هذه الشائعات.
 
وفي عام 2020 ذكرت بعض التقارير أن الحنيطي قُتل في غارة للطيران الروسي استهدفت السجن المركزي في مدينة إدلب، وهو ما تبين عدم صحته كذلك.
وكان الحنيطي قد أصدر رسالة أعلن فيها انشقاقه عن تنظيم "داعش"، موجهاً انتقادات لاذعة إلى قادة التنظيم، ومن أبرزهم أبو محمد الفرقان (قتل عام 2016). ومما ذكره الحنيطي في رسالته أن الحجّاج العراقيين هم من يهيمنون على قيادة تنظيم "داعش"، واصفاً الحال بـ"القبلية المقيتة"، ومضيفاً أن العراقيين يستخدمون أشخاصاً من جنسيات أخرى واجهة لهم.