Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2018

سوتشي.. الخطوة الأولى في إبعاد الامم المتحدة - فيصل ملكاوي

 الراي- قبل كل شي فان الازمة السورية باتت تشبه صندوق العجائب فيه كل ما يمكن ان يتوقعه المرء ، وبالنهاية ليس بيد احد شيء على ارض الواقع فليس هناك قرار حاسم للازمة السورية والخاسرون كثر لكن ابرزهم للاسف الشعب السوري الذي تشرد منه خمسة ملايين خارج بلادهم في اصعب الظروف واكثر من نصف السوريين نازحون داخل بلاهم فضلا ان اكثر من 340 الف قتيل وعشرات الاف المفقودين وبلد مدمر يحتاج اكثر من ثلاثمائة مليار دولا لاعادة اعمار ما دمرته الحرب هذا لو حدثت معجزة وانتهت ، فالبلاد عادت الى العصور المظلمة بكل ما تحمله الكلمة من معان ماساوية.

 
ومن عجائب الازمة السورية انه في اسبوع واحد يعقد مؤتمران لمحاولة حل الازمة ، وهي لن تحل ، لا في جنيف ولا في فيينا ولا في سوتشي كما انها لم تحمل الحل في استانا ايضا ، والكل يعرف ذلك لكن الكل يحاول الانكار وشراء الوقت ، ولا يريد ان يقر اي طرف انه يعرقل الحل ، بل ان كافة الاطراف تدعي الحرص على وحدة سوريا وشعبها وضرورة انتشالها من الحريق الهائل الذي ياكلها منذ اذار 2011 ، في حين اي طرف لم يتوقف عن زج الحطب في اتون الحريق المشتعل وزيادته اشتعالا في لعبة المصالح وصراع النفوذ والحروب على الارض السورية التي تخاض مرة بالوكالة ومرة وجاهة ، وفي ظل خلط عجيب في التحالفات المؤقتة والدائمة والتربص كل طرف بالاخر والى امد غير معلوم بالمرة.
 
اخر تقليعات الحل للازمة السورية والذي بكل جزم لن يلاقي اي نجاح ، مؤتمر سوتشي في جنوب غرب روسيا المقرر عقدة في الثلاثين من الشهر الجاري برعاية وترتيب روسي أحادي ، وهو اشبه بمؤتمر الراغبين او مؤتمر اللون الواحد ، بحكم انه يعقد في روسيا حليفة النظام السوري وصاحبة الفضل في بقائه ، وبقية الاطرف خاصة المعارضة تجر جرا الى هذه الفعالية التي ستدوم ليوم واحد فقط ويريد الروس حل الازمة في هذا اليوم فيما عجز الجميع عن الحل خلال السنوات الطويلة الماضية ، وما الذي سيتغير في سوتشي على بعد يومين من الجولة التاسعة التي عقدت في فيينا في اطار مسارات جنيف والتي لم تحقق تقدما قيد انمله ، الا اذا كانت هناك وصفة جاهزة يراد بها فرض الحل مثل تقديم صيغة دستور لسوريا الجديدة يكون بمثابة خريطة الطريق للحل.
 
لكن الاغلب ان من بين اهداف سوتشي الاساسية ، هو الخلاص من مسيرة جنيف الاممية الحاضنة الاخيرة للمعارضة السورية ورعاتها ، بعد ان ضعفت المعارضة السورية على الارض ، وبعد ان حقق النظام تقدما ملحوظا في المقابل واعاد السيطرة على اكثر من نصف الاراضي السورية ، وبعد ان هزم داعش ، فما يريده النظام بفعل عقلية المنتصر هو كتابة المرحلة المقبلة بيده ، واعادة التموضع خلف اطار والية تقبلها موسكو صاحبة الفضل في النصر فتريد موسكو ان تكون حصريا صاحبة الرعاية للخطوة الاخيرة في سبيل انهاء الازمة لكن بالابتعاد عن جنيف وبمعنى اكثر دقة هو التخلص من رعاية الامم المتحدة واخراجها منها وهذا ما يحاول المبعوث الاممي التعبير عنه في الفترة الاخيرة بان الفرصة تنفذ امام هذا المسار وان الوقت حرج وهو الرجل الذي يعرف تماما ماذا يقول ويعرف انه في سوتشي سيكون ضيفا اقل من مراقب وان دور الرعاية سيكون قد ولى مرة واحدة والى الابد.