Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2019

زمن الدبلوماسية الأردنية الخشنة*رومان حداد

 الراي-إلغاء جلالة الملك عبدالله الثاني زيارته لرومانيا، بعد أن صرحت رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانشيلا خلال اجتماعها باللوبي الأميركي الموالي لإسرائيل (إيباك) بأنها ستنقل مقر سفارة بلادها في إسرائيل من تل ابيب إلى القدس عنوان جديد في الدبلوماسية الأردنية لخدمة المصالح الأردنية العليا والقضية الفلسطينية.

 
وجاء رد الفعل الروماني على هذه الخطوة، التي تعتبر تحولاً مهماً في كيفية استخدام جلالة الملك سلاح الدبلوماسية، سريعاً من قبل نائبة رئيس الحزب المقرب من رئيس رومانيا التي اعتبرت إلغاء الزيارة «رسالة خطيرة».
 
استطاع جلالة الملك أن يُظهر قوة الأردن دبلوماسياً، فهذه الأداة السياسية التي عادة ما تعتبر من الأدوات السياسية الناعمة، عبر بناء محور سياسي واقتصادي حيوي وضروري لإعادة إحياء المشروع العروبي من خلال جعل الأردن همزة الوصل بين العراق ومصر، وتجلى ذلك في قمة القاهرة.
 
ولكن جلالته أعاد استخدام الدبلوماسية الخشنة، إن جاز التعبير، بإلغاء زيارته لرومانيا حين رأى أن هناك من يعبث بمصالح الأردن العليا ومصير القدس والقضية الفلسطينية، القدرة على استخدام الدبلوماسية بوجهيها الناعم والخشن تظهر حنكة سياسية عالية، بالرسائل الموجهة كل صوب.
 
الأردن تاريخياً تبنى بعداً أخلاقياً في السياسة واحترام الشرعية الدولية، وهذه القيمة يمكن للأردن أن يعممها من خلال المحور الوليد المشكل من الأردن والعراق ومصر، وهو ما سيزيد من فاعلية الدبلوماسية، وقد يخلق عوائق حقيقية أمام ما يُسمى باللغة الترمبية بـ (صفقة القرن).
 
جلالة الملك يدرك قوة الدبلوماسية في إحداث الفرق في المواقف السياسية الدقيقة، وهو يخوض معترك السياسة باستراتيجيات عسكرية تعتمد على المباغتة، وهو ما يؤهل الأردن كي يكون محركاً لدبلوماسية ناضجة قائمة على أسس أخلاقية بعد أن تسيدت دبلوماسية المال والاقتصاد.
 
التغيير في شكل المعادلات الدبلوماسية وتطوير الوسائل الخشنة في الأداة الدبلوماسية سيساعد الأردن على إعادة تأطير التحالفات في المنطقة، ولن تمنع الخصومات السياسية حول بعض الملفات مع دول عربية أو إقليمية من دعم الأردن دبلوماسياً وسياسياً علناً أو خفية.
 
كما أن ذلك يفتح الباب على مصرعيه لدور أوروبي فاعل على مستوى الإقليم فيما يتعلق بعدد من القضايا الحيوية وعلى رأسها القدس والقضية الفلسطينية، بحيث نكسب حلفاء أقوياء، وإن كانوا يملكون مصالح متعارضة، ولن نقف وحدنا في مواجهة التحديات القادمة.
 
تغيير الأردن المعادلة السياسية في المنطقة سيدفع الولايات المتحدة والعديد من الدول المؤثرة لقراءة المشهد وتقييمه من جديد، وستفكر الولايات المتحدة ملياً قبل طرح خطتها للسلام المنقوص، وستقف مهزلة نقل السفارات الدولية في إسرائيل إلى القدس.
 
الملك قادر على شق مساره الخاص للحفاظ على المصالح الأردنية العليا وعلى القدس وحماية القضية الفلسطينية من التصفية، وعلى تغيير وجه المنطقة سياسياً، فهذه المرحلة هي (عهد عبدالله الثاني).