Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Feb-2021

قصائد تحلق في فلسطين خلال أمسية جديدة لديوان الهريس الثقافي

 الدستور

أقام ديوان الهريس الثقافي لقاءه الدوري، يوم الاثنين الماضي، عبر منصة (زووم)، بمشاركة كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه، وقد تضمن اللقاء قراءات إبداعية جديدة ومداخلات نقدية تأملت جماليات قصائد اللقاء.
 
أولى المشاركات في اللقاء، الذي أدار مفرداته الإعلامي نضال برقان، كانت للشاعرة حياة دراغمة، وقرأت نصين، الأول بعنوان «في عينيك»، أما الثاني فكان بعنوان «بادرة صيف»، وفيه تقول: «أخفت في همستها حديث الضيف وأنشدت/ وا أسفاه، لحق بنا الحيف/ بادرة صيف ولهفة أم على ولدها/ أمشاط غريبة تقص الشعر في الأربعين/ صوت من بعيد يهرول نحو الأنين/ كل المحاذير أكيدة/ خبأتها يد غاشمة/ والتقت هناك الألسنة/ هذا رؤوم/ وهذا حصيف/ وهذا بائع/ كل يبوح بأنسامه/ زف الخبر الذي لا يواري سوأة جائع/ كان يطحن بغير أنامل حتى تناهى الجرح/ وفاض الملح/ في مرآة معذبه/ هكذا مشت الأيام على التربة ونزح عنها/ (ا ل ح ج ر).
 
تاليا قرأ الشاعر محمود العرابي قصيدتين، الأولى بعنوان «الغريب»، وفيها يقول: «غريبُ الوجهِ قد تاهت خُطاهُ/ رماني الدهرُ لا حَسَبٌ وجاهُ/ أنا مَنْ في مَداه فارقَتْهُ/ مباهِجُهُ وقد أودى أباهُ/ بنى للفأل أبراجاً .. صُروحَاً/ فَجاسَ الدَّهرُ بعثَرَ ما بناهُ/ كأنّ الدهرَ يأخذُهُ بثأرٍ/ بِمسْحِ الفَرْحِ قد خارتْ قِواهُ/ تعبتُ من المسيرِ بغير زادٍ/ وصوتي لم يَعدْ يَدْوي صداهُ..».
 
أما القصيدة الثانية فكانت «أرضي وزيتوني»، وفيها يقول: «بدايةُ خَلْقِ البرايا لطينِ/ فكانت دماءٌ و لحمُ الجنينِ/ فشكراً.. إلهي.. فلسطينُ داري/ أنا اليعربيُ أعانقُ ديني/ أنا الحرُّ أحرسُ أرضي وعِرضي/ وأعشقُ زيتونَ جدي الأمينِ/ أخطُّ حروفي بشوقٍ وحبٍّ/ فيزهرَ شعري بشدْوِ البنينِ/ وأُنْمي لشعبٍ عتيدٍ صبورٍ/ أبيٍّ همامٍ رفيعِ الجبينِ/ يراعِيَ سيفٌ بوجهِ الطغاةِ/ و للقدس سورٌ وحصنُ الحصينِ/ وحرفي لشعبِيَ بردٌ سلامٌ/ و يمسحُ دمعاً جرى في الوتينِ..».
 
وقرأ الشاعر نايف الهريس، مدير الديوان، قصيدة بعنوان «حنين وأنين»، تأمل من خلالها الراهن الفلسطيني، وما يواجهه من تحديات داخلية وخارجية في ظل الاحتلال الغاشم، وفيها يقول:
 
«فلسطين من ينساك قد زلفا/ إلى غاصب في ظلمك احترفا/ فلسطين قدس الله في وطني/ وغُصّابه قد ينتهوا جيفا/ على لجّ كبرٍ شاط حلفهمُ/ فشطت بهم (رداحة الحلفا)/ لك الله وابن الأرض في ألم/ يضحي ودمع البأس قد نزفا/ ‘ذا الغُصْبُ نالوا الحظ وانتشروا/ فهذا الذي في جهلنا قدفا/ وإن عرّ فينا ذيل مغتصب/ غدا حظهم في خلفنا مخفا/ سنفنى إذا استشرى بنا خنع/ على جعجعات تصحن السخفا/ لقد دقّ سندان (الحيا) سننا/ على الأصل كي يصلدّ مؤتلفا/ فأرسى الفدا بالشهم نقرؤه/ على وجه عاد قرّ واعترفا/ بأن الفدى يدمي غواصبنا/ ومن عرق زيتون الإبا ارتشفا/ فلسطين حبلى آن أن تلدي/ ميامين شمّ عربوا الخلفا/ وخيّمتِ فوق الظيم تنتظري/ نداء الحمى بالسيف والحصفا..».
 
من جانبه قرأ الشاعر نصر بدوان مجموعة من القصائد، منها قصيدته «مخدع الليل»، وفيها يقول: «ليذهب هذا الليل إلى مخدعه/ وحيدا.. وحيدا/ ولتنطفئ أقماره/ قمرا بعد قمر/ يسدل ستائره/ فلا يبدو مني شيء، أو تنكشف له عورة/ ليذهب هذا الليل/ إلى مخدعه/ ولتركني في عتمته». كما قرأ قصيدة «علمني العشق» وفيها يقول: «علمني العشق/ لم أعشق بعد/ جربت كثيرا جربت/ لا أزعمه عشقا/ ربما هو الحب/ يعلو ثم يهبط/ يهبط ثم يعلو/ وأقول: كنت أحب/ فهلا علمتني العشق يا رب؟ أما من جذوة لا تنطفئ/ كي يستريح القلب؟ أما من حريق ليس يخبو/ كجواد الريح/ كلما هبت يهب؟».
 
وقرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة بعنوان «رسالة الأدب» من أشعار الشاعر نايف الهريس، ومطلعها: «من كل فجّ شائك الأبواب/ مرر قطار الفكر للألباب..».
 
كما شارك في اللقاء الشاعر والناقد الدكتور سعيد أصيل من المغرب، عبر مداخلة نقدية تأملت جماليات النصوص التي قرئت في اللقاء، قبل أن يقرأ نصا شعريا يقول فيه: «أجثو على ركبة الحلم/ أرتق أزرار قميصه البنفسجي/ وأرتشف غبار أشباحه/ أراها تتجول في شرايين مطفأة/ والدم ينزف كحبات الفستق على منضدة/ وتطوف كرياته فوق عشب مجهض/ وجع الساعات ينثر زهرات نوره/ وعطر فوضاي تهتز غيماته/ في هواء الحب الممهور/ تتسلل اليرقات إلى حلمي/ كي أولد من جديد/ يصفر جلدي/ ويداي/ وأنا أمسك بقاياه..».