Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Nov-2019

شهر على الحراك اللبناني: ثقافة الكيد السياسي والتربّص*محمد خروب

 الراي

شهر انقضى على الحراك اللبناني غير المسبوق في اتّساعِه وشموله شرائح وطبقات ومجموعات وتجمّعات تجاوزت (في البداية) الخطوط المذهبية والطائفية والمناطقية, ما منحها زخماً واضحاً «أرعَبَ» بالفعل الطبقة السياسية التي تحكّمت بالوِراثة ودائماً بالبلطجة وقوة السلاح (قبل اتفاق الطائف) لاقتسام كعكة الحكم والتمتّع بالامتيازات وما تعود به عليهم تحالفاتهم الاقليمية والدولية المشبوهة.
 
لم يلبث الحراك الذي بدا في السابع عشر من تشرين الماضي صرخة احتجاج, مزّقت أجواء الزيف والفهلوة السياسية التي كرستها نخبة فاسدة ومفسدة، ان اختُرِق وبات بعد اسبوعين, أسير أجندة حزبية وسياسية تظهّرَتْ تدريجياً وانتهت بمشهد مُرعِب أعاد الجميع الى الايام السوداء التي سبقت سيناريو تفجير الحرب الاهلية في الثالث عشر من نيسان 1975 والذي كان من «هندسة» وتنفيذ حزب الكتائب الفاشي, الذي جرّ البلاد الى حرب مُدمِرة تحت ذرائع وتبريرات تعتمِد الشحن الطائفي والمذهبي, وتُكرِّس الانعزالِية وسلخ لبنان عن عروبته واعتباره منتمياً?الى ثقافة الغرب «المتنّور», وليس الشرق «العربِي» الغارِق في تخلّفه.
 
أنصار ربيب حزب الكتائب سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية, سارعوا لاستحضار اجواء نيسان 1975 عندما قاموا ببناء جدار اسمنتي داخل نفق نهر الكلب التاريخي, في مسعى مكشوف لفصل شرقي بيروت عن غربها، الأمر الذي تنبّه الى تداعياته وخصوصاً أكلافِه كثيرون, كان في مقدمتهم البطريرك الراعي, الذي دعا المتورطين في هذا العمل الخطير الى إزالته، لكن «الرسالة» التي أرادها جعجع وصَلتْ وأضاءت أضواء احمر في اكثر من «مكان» داخل لبنان وخارجه, وقارَف انصار حليفه (جنبلاط) الشيء ذاته في الشوف وخِلدة, لكن بُرّرت فِعلتهم على انها رد فع? على مصرع أحد محازبي جنبلاط.
 
الساعات الاخيرة شهِدت تطوراً لافتاً تمثّل في تسريب انباء عن ترشيح أحد الساسة السُنّة وأقلهم جماهيرية, الثرِيّ الطرابلسي محمد الصفدي لترؤس حكومة تكنوسياسية, لكن «الحراك» الجماهيري الذي بدأت تظهر عليه علامات الانقسام, رفَضَ الترشيح و«حرق» فرصة الرجل بدخول نادي رؤساء الحكومات, فيما تحدّثت انباء عن أن ترشيح الحريري للصفدي كانت مناورة, ليس فقط لحرق الرجل بل الإيحاء للتحالف الثلاثي حزب الله امل والتيار الوطني الحر..بأن «لا» خيار أمامهم سِواه, وهو ان أرادوا فلن يأتي إلاّ بشروطه (...) وعلى رأس حكومة تكنوقراط فقط, ?ا يُمثّل فيها حزب الله, وهو مطلب اميركي/اسرائيلي وبعض العربي. أمر يعيد الأمور الى المربع الاول, ويفتح المشهد على احتمالات كارثية إذا ما استُبعِدَ (مثلاً) تمام سلام, الذي بدا وكأنه الأوفر حظاً بترؤّس حكومة تكنوسياسية.
 
تبقى ملاحظة تدعو للريبة وهي تراجُع شعارات معظم ساحات الحراك المُطالِبة بمحاربة الفساد والإصلاح ليتقدّم شعار رحيل الجنرال عون عن قصر بعبدا.ما يدعو للتساؤل ان ما جرى ويجري وما قيد التحضير, هو القيام بانقلاب سياسي ونسف نتائج الانتخابات الاخيرة, التي مَنحَت الأغلبية لتحالف 8 آذار (حزب الله، امل والتيار الوطني الحر)؟