Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2018

أزمة البلديات - زياد الرباعي

 الراي - هل جاء اضراب البلديات مفاجئا ؟

اما ان الاعلام قصر وتغافل عنه ؟ ليصحو المواطن ون وخاصة في المدن الكبرى ،،على اكوام النفايات في الشوارع والاسواق ، وإذا بنا في أزمة لها ابعادها الوظيفية في العمل البلدي قبل الصحية والبيئية.
ماذا يريد موظفو البلديات ؟ ولماذ لم يتم التعامل مع الحالة منذ إرهاصاتها الاولى , والابقاء عليها لتصيب بعض البلديات بالشلل شبه الكامل ،دون دراية من الجهات المعنية–او محاوت التعتيم–وكيف وصلنا لهذا الحالة من الاحتقان البلدي ؟واين كنا غائبين عنه ؟.
العلاقة بين الوزارة والبلديات شبه شائكة مع البعض وفاعلة مع اخريات ،لان الضائقة المالية للبلديات، وتواضع الخدمات ،جعل من بلديات تعلق تراجعها على عاتق الوزارة، التي لم تسهل للبعض منها الاقتراض ،ما أوجد شداً وجذباً ،ذهب بالخدمات ودفع ثمنه المواطن والموظف البلدي.
البلديات مؤسسات أهلية ،لها دورها التاريخي والسياسي في حقبة من تاريخ الاردن ،تحكمها الانظمة والقوانين ،ولكن تقاذفتها الغايات الانتخابية، وحب السيطرة الوزارية عليها ،لاسباب لها علاقة–كما يقال- بمخرجات العملية الانتخابية ،والعلاقات الشخصية التي تربط بعض الفائزين باصحاب القرار والحكومة المركزية.
فالتسهيلات تتعاظم ،والقروض تيسر ،اذا سار المجلس البلدي على الخطوط المرسومة له ، واذا تجاوز التعليمات ،وضعت العجلة في الدواليب ،وساد الشد والجذب العلاقة ، لتنعكس سلبا على المواطن.
وفي ذات السياق ،وفي غفلة من الوزارة–ولا نقول الحالية- بل عبر العقود الماضية ،صالت المجالس البلدية وجالت بالتعيينات والتنفيعات ،واغرقت البلديات بالديون ،وعجزت عن دفع أبسط مستحقات الموظفين في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي ،ولم تكن جادة في معالجة مطالب الموظفين ،وطالما أعادت أي مشكلة للوزارة ،لتخلص نفسها من مسؤولية أي إجراء او قرار.
العلاقة السلبية للبلديات مع الوزارة ،تعتاش على الكلام من هنا وهناك ،دون عودة للقوانين التي تحكم الطرفين ، فاذا كنا نريد العودة بالبلديات الى واقعها القديم ،الذي عايش التنمية الحقيقية والخدمية ،فان الاولى ان نعيد قراءة تعريف البلديات ، ونحدد الجهات صاحبة القرار فيها ،وفق إجراءات قانونية وأنظمة ،يعاد دراستها بوضوح ، وبالتوافق المرتبط بمصلحة المواطنين والموظفين ، دون غايات انتخابية أو هيمنة وزارية ، وإن لم نحسن دراسة «ازمة البلديات» والمتمثلة بابعاد مالية مثل: انشاء صناديق للادخار ولإسكان والتكافل الاجتماعي،واعادة النظر بتعليمات المكافآت والحوافز، فسنحل المشكلة الآنية مرحليا ،ثم نعاود الكرة بعد سنوات أو أقل.
ziadrab@yahoo.com