Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Dec-2018

نحتج ولكن! - د. يعقوب ناصر الدين

 الراي - عودة الاحتجاجات إلى الدوار الرابع، والاعتصامات هنا وهناك، هي إفراز متوقع لمعاناة الأردنيين من الأزمة الاقتصادية، ومن الإجراءات التي تتخذها الحكومة، والتي يبدو أنها تستهدف وضع حد للتراجع الاقتصادي أكثر من كونها إجراءات من شأنها معالجة الأزمة التي ما تزال مرتبطة بالوضع الإقليمي المضطرب، ومشاريع التسوية المبهمة!

رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز لديه مشروع طموح يهدف إلى تحقيق انطلاقة جديدة للأداء الحكومي، ومعالجة الاختلالات التي أدت إلى الأزمة الاقتصادية الاجتماعية، ومنها ما يتعلق بفشل سياسات سابقة، وغياب إستراتيجية وطنية ثابتة تمنع الوقوع في الأخطاء، وتصون المؤسسات من وجهات النظر الشخصية والقرارات الفردية، لكن ذلك المشروع يحتاج إلى وقت أطول بكثير من احتمال الناس للوضع الراهن.
لا يمكن إنكار المعاناة التي يشعر بها السواد الأعظم من الأردنيين، وبعض مظاهر تلك المعاناة نلمسها بالمزاج العام، فحتى أولئك الذين يتمتعون بمداخيل كافية لتلبية متطلبات الحياة يشعرون بالقلق الشديد من انسداد الآفاق أمام مشروع نهضوي وطني تشارك جميع القوى السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية في صياغته، وتحمل مسؤوليات السير به إلى الأمام ضمن مراحل زمنية محددة!
نعم نحن جميعاً نعاني، ونحن كذلك نعرف أن بلدنا الأردن قد تحمل فوق طاقته بسبب الأزمات الإقليمية، واختلال التوازنات في المنطقة والعالم، ولكن من غير المعقول أن نتصور بأن أزمتنا الاقتصادية هي الأزمة الأكثر خطورة علينا، فالوعي السياسي والوطني الأردني أذكى بكثير من أن يهمل التحدي الأكبر الذي يواجهه بلدنا، في ضوء المشاريع التي تستهدف المنطقة، بما في ذلك تصفية القضية الفلسطينية التي يعتبر الأردن أكثر البلدان العربية ارتباطاً بها.
الأردن اليوم أمام اختبارات صعبة، ولعبة التوازنات والتحالفات في المنطقة تفرض عليه التمسك بعناصر قوته، تلك القوة التي لا تقاس بوضعه الاقتصادي وإنما بتحالفه الوطني، وتماسكه الداخلي، وهناك ثمة من يحاول إخراجه من المعادلة من خلال تشويه صورته، واستغلال الوضع الاقتصادي والمزاج السيئ والاحتجاجات على أنها دليل يثبت وجهة نظره، ولذلك لا بأس أن نحتج، ولكن لا ننسى أن نتضامن في مواجهة التحدي الأكبر والأخطر!