Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2017

جرش: حضور نسائي لافت وإصرار كبار السن على ممارسة حقهم بالانتخاب

 

صابرين الطعيمات
جرش –الغد-  شهدت مراكز الاقتراع بمحافظة جرش أمس، إقبالا من الناخبين منذ ساعات الصباح الباكر، وسط حضور نسائي لافت، وإصرار من كبار السن على ممارسة حقهم بالانتخاب رغم مشقة الوصول لتلك المراكز. 
ووفق مراقبين للعملية الانتخابية، فإن اكثر ما ميز الانتخابات التي جرت أمس هو العدد الكبير للنساء المشاركات، واللواتي لم يكتفين بالإدلاء بأصواتهن فقط بل كان لهن دور في الوقوف مع المترشحات والتشجيع على الانتخاب. 
وبشكل عام، سارت عملية الاقتراع بالمحافظة بسهولة ويسر دون حدوث أي معيقات، فيما بلغت نسبة الاقتراع حتى ساعات الظهيرة 25 %، ووصلت عند إغلاق الصناديق (67.5 %)، وفق، محافظ جرش الدكتور رائد العدوان. 
ووفق الناشط خالد الغدير، فإن النساء توجهن منذ ساعات الصباح الباكر لمراكز الاقتراع لاختيار من يمثلهن وممارسة حقهن الديمقراطي أسوة بالرجال.
وأوضح أن مراكز اقتراع الإناث شهدت إقبالا كثيفا وخاصة في القرى والبلدات، لافتا أن العديد من النساء توجهن للاقتراع لدعم المرشحات للفوز ودعم قطاع السيدات في جرش بشكل عام.
وقالت الناخبة نسرين العياصرة إن المرأة الجرشية في مختلف القرى والبلدات أصبحت على درجة من الوعي والثقافة والعمل بدرجة تؤهلها أن تكون قيادية ومشاركة في مختلف المحافل الوطنية؛ وخير دليل على ذلك فوزها بمقعد نيابي بالتنافس ومقعد كوتا وترشح عشرات من السيدات في قرى وبلدات محافظة جرش للإنتخابات البلدية ومجالس البلديات ومجلس المحافظة.
وأكدت أن عدد أصوات السيدات يغير مسار عملية الانتخاب، ويقود بعض المرشحين للفوز لوجود عدد هائل من المقترعات والغالبية العظمى تحرص على ممارسة حقها الديمقراطي في الاقتراع.
وقالت الناشطة أنيسة الحراحشة إن أصوات النساء كانت تجير قبل عشرات السنوات لصالح مرشح العشيرة ويتم إجبارها على اختيار مرشح العشيرة والالتزام بالتصويت له، غير أن الوضع تغير الآن وأصبحت السيدة تصوت لمن تراه مرشحا مناسبا بعيدا عن النظرة العشائرية.
وبينت أن السيدة أصبحت في هذه الفترة على قدر كاف من الوعي والثقافة التي تؤهلها لاختيار من يمثلها بنفسها ودون التسلط من أي شخص، ودليل ذلك الإقبال الكبير على مراكز الاقتراع في جرش من السيدات، وخاصة في القرى والبلدات أكثر من مركز المدينة قصبة جرش، سيما وأن الهيئة المستقلة للانتخاب قد وفرت كافة الوسائل والإجراءات اللازمة للتسهيل على السيدات للوصول إلى مراكز الاقتراع والمشاركة في العملية الانتخابية.
إلى ذلك، أصر العديد من كبار السن على ممارسة حقهم بالانتخاب رغم مشقة الوصول إلى مراكز الاقتراع، خاصة أن بعضها كان بالطوابق العلوية، رغم أن بعضهم كان يجهد في تذكر من يريد اختياره ليقع اختياره في آخر المطاف على أي مرشح خجلا من الخروج من مركز الاقتراع دون التصويت. 
وقالت الحاجة سلطية الزعبي إن المشاركة في العرس الوطني أحد حقوقها، خاصة وهي ترى أن يوم الاقتراع هو عرس وطني وجميع الأردنيين معنين بالمشاركة فيه.
وأوضحت الثمانينية الزعبي أنها أصرت على أبنائها إحضارها إلى مركز الاقتراع والمشاركة في التصويت على الرغم من الحالة المرضية التي تعانيها، وتأثير ارتفاع درجات الحرارة عليها وصعوبة صعودها الدرج للوصول الى صندوق الاقتراع بالطوابق العلوية.
وتطلبت الحالة الصحية لبعض كبار السن في مراكز الاقتراع المختلفة حملهم وإيصالهم إلى مركز الاقتراع لضمان حقهم في المشاركة في العملية الانتخابية، وليتسنى لهم اختيار المرشح الذي يرونه مناسبا بعد تسهيل إجراءات تصويتهم وتعريفهم بالمرشحين.
وقال الحاج أحمد السكران، وهو تسعيني مقعد، إنه أصر على المشاركة في التصويت للوقوف بجانب مرشح العشيرة ونصرته في هذا اليوم، موضحا أن صوته قد يؤثر في عملية النجاح ويشجع الشباب والسيدات على الإدلاء بأصواتهم.
ويعتقد السكران أن المشاركة في التصويت واجب وطني وحق دستوري كفله الدستور، والمواطن الذي يطالب بالتغيير يجب أن يبدأ بنفسه ويقوم هو بالإقتراع واختيار من يمثله وأن يكون قادرا على إدارة عملية الإصلاح.
وقالت ثمانينية إن المرض دهمها في مختلف أنحاء جسدها حتى تسبب لها في الكثير من الأحيان بفقدان الذاكرة بشكل جزئي أو كلي، ومنذ أسبوع وهي تردد اسم المرشح الذي كانت تنوي التصويت له، لكنها وفي غرفة الاقتراع نسيت الأسماء وحاولت اللجنة عرض صور المرشحين وأسمائهم عليها ولكن دون جدوى.
وفضلت الحاجة أن تخرج من غرفة الاقتراع دون أن تشارك في العرس الوطني وهي تضحك على الأيام التي أنستها أبسط الأشياء وحرمتها من أهم النعم وهي الذاكرة، وعندما سألها أبناءها أكدت لهم أنها نسيت الأسماء ولم تصوت وحاولوا تحفيظها الأسماء مجددا لكنها خجلت من العودة إلى اللجنة ومحاولة التصويت مرة أخرى.
وأوضحت أن حالها لا يختلف عن حال أجيالها، مؤكدة أن العشرات منهم اضطروا إلى التصويت لغير مرشحيهم لأنهم نسوا أسماءهم وخجلوا من الخروج دون المشاركة في عملية التصويت، حتى ولو كان على حساب اختيار المرشح المناسب، سيما وأن عملية الاقتراع صعبة ويوجد ثلاث ورقات وعلى كل ورقة مجموعات من الصور والأسماء.
من جهته، قال رئيس لجنة انتخاب بلدية المعراض محمود الشهاب إن مشاركة هذه الفئات في الاقتراع يدل على وعي المواطن، وقدرته رغم الظروف الصحية على الإصلاح والتغيير وهذا مفخرة لكافة أهالي جرش الذين يعتزون بوطنيتهم وديمقراطيتهم ومشاركتهم الفاعلة في العرس الوطني.
وبين أن الجميع يجب عليهم التوجه إلى مراكز الاقتراع واختيار المرشح المناسب والتصويت له، وجميع اللجان العاملة تساعدهم في عملية الاقتراع وتسهل عليهم المهمة.