Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2017

الموقف الصحيح! - صالح القلاب

الراي - عندما يستجد هذا التحرش الذي تقوم به إيران ومعها، كلامياًّ و»مزايدة»، نظام بشار الأسد من خلال تحشيد إستعراضي في ما يسمى:»مثلث الموت» وهي المنطقة الواقعة بين درعا والقنيطرة ودمشق فإن هذا يعني السعي لإختطاف المعركة التي بات يخوضها العرب في الميدان الدبلوماسي الدولي بعد إعتراف دونالد ترامب بـ «القدس الشريف» عاصمة إسرائيلية ونقل سفارة بلاده إليها.

وإن ما يؤكد أن إيران عازمة على إفتعال إشتباكٍ كلامي أنَّ تحشيد «مثلث الموت» هذا يأتي في الوقت الذي ظهر فيه قيس الخزعلي «وكيل» تنظيم «عصائب أهل الحق» الإرهابي في الجنوب اللبناني وبعد ساعات وليس أيام من التصريحات «المزمجرة» التي أطلقها حسن نصر االله بأسلوب إستعراضي وطالب فيها بفتح الحدود، والمقصود الحدود الأردنية، إلى مئات ألوف المتطوعين «الإيرانيين»!! للزحف في إتجاه فلسطين وتحريرها من «العدو الصهيوني» وإلقاء اليهود في مياه المتوسط :»وتجوع يا سمك»!!.
 
ولعل هناك من لاحظ أن التحفظ على قرارات الجامعة العربية الأخيرة المتعلقة بالرد على ما فعله ترامب قد إقتصر على وزير الخارجية العراقي ووزير الخارجية اللبناني بعد خطبتين ناريتين وحقيقة إن المقصود هو التحفظ بذاته والمعروف أن إيران هي المستفيد الوحيد من هذا التحفظ المقصود به إظهار العرب بأنهم عاجزون وإن البديل هو دولة الولي الفقيه وهو حراس الثورة وفيلق القدس وحزب االله و»عصائب أهل الحق»... وهكذا وحتى نهاية هذه السلسلة الطويلة .
 
وهنا ومع التقدير والإحترام لمن�' مِن�' أعضاء برلماننا الأردني قد لوحوا بإمكانية إلغاء إتفاقية :»وادي عربة» وعلى غرار ما حدث بالنسبة لإتفاقيات كامب ديفيد بين مصر واسرائيل فإن المؤكد أن الجميع يدرك أن الإسرائيليين ينتظرون بفارغ الصبر الإقدام على مثل هذه الخطوة وتلك ولو حتى بمجرد التلويح بهما فالمعركة التي تضغط على أعناقهم الآن هي معركة الساحة الدولية فالعالم كله «معنا»، كعرب وفلسطينيين ومسلمين ومسيحيين، ولذلك فإن حتى مجرد الإشارة إلى إمكانية إلغاء هذه الإتفاقيات ستضع في يد بنيامين نتنياهو السلاح الذي يريده وهو أن هؤلاء، العرب والفلسطينيين، ومن معهم لا يريدون سلاماً وأنَّ الرد عليهم هو بتبني وتأييد قرار رئيس الولايات المتحدة بإعتبار القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل.
 
ولذلك فإنه علينا وبخاصة الأردن ومصر أن نزداد تمسكاً في هذه اللحظة التاريخية بهاتين الإتفاقيتين، وادي عربة وكامب ديفيد، وأن نحافظ على كل هذا الإصطفاف الدولي والكوني ضد ترامب وبنيامين نتنياهو وأن نعزز تمسك الرئيس محمود عباس (أبومازن) والأشقاء الفلسطينيين بإتفاقيات أوسلو فكل هذه الإتفاقيات هي الدليل القاطع بالنسبة للعالم، الذي يصطف الآن إلى جانب الحق ضد الباطل، على أننا دعاة سلام وأن الإسرائيليين ومعهم هذه الإدارة الأميركية «التلمودية» دعاة المزيد من الحروب في هذا الشرق الأوسط الذي أنهكته الحروب السابقة واللاحقة