Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Oct-2019

في لبنان: يَتقمَّصون دور الضحايا ويَتهرّبون مِن المَسؤوليّة (2-2)*محمد خروب

 الراي-برزَت الى سطح الاحداث المتسارِعة وغير المسبوقة, في اتساعِها وغضبِها التي طالت انحاء لبنان, دعوات لاستقالة حكومة الحريري, وهي حكومة جاءت نتيجة «تَسوِية» شملَت مُختلف الطيف السياسي والحزبي النُخبوي، الذي يُحكِم قبضته على لبنان وِفق معادلة المُحاصَصة الطائفية والمذهبية التي أنتجَت سلطة زبائِنية, أسهمت ضمن أمور اخرى, في ايصال لبنان الى الحال الراهِنة من الإهتراء وتناسُل الازمات الاقتصادية.. المالية والاجتماعية, التي أَنذرَت بانهيار حقيقي يكاد رموز النخبة الحاكمة ان يتّفِقوا وبالإجماع (وهم نادراً ما يتّفِقون) على انه انهيار آتٍ لا محالة, إذا لم يتم تدارك الأمور بجدية وعبر قرارات وإجراءات جديدة ومُغايِرة, عن تلك التي اتُبعَت طوال العقود الماضية والتي تلجأ دائماً الى جيوب المواطنين, لسد عجوزات الموازنة والتغطية على الفساد والنهب الذي بات مكشوفاً, ولكن بلا هيئات تضبُطه او تكبَحه او تُكافحه.

 
وليد جنبلاط الذي يُشارك حزبه في الحكومة, هو أول مَن دعا الى استقالة الحريري (تبِعه بالطبع وعلى الفور حليفه سمير جعجع), جنبلاط الذي كاد يُعطّل تشكيلها في البداية (بعد التسوية السياسية التي ضمِنت وصول العماد ميشيل عون الى قصر بعبدا, في مثل هذه الايام من العام 2106)، ولم يجد وليد بيك الذي يبرز هذه الايام كأحد المُتضرِّرين من التغيير الدراماتيكي في المَشهدين اللبناني وخصوصاً الاقليمي (اقرأ السوري), كون رهانه على حرب اميركية على ايران ’او عدوان اسرائيلي على حزب الله قد سقط, وبات محور المقاومة في وضع مُريح بل مُبادِر، إذ قال في كلام يستبطِن دعما للحريري (رغم ان الحريري يُدرِك ان خروجه من الحكم مُستقيلاً, سيُبقيه خارج التأثير، وربما تطول إقامته في صحراء السياسة): لـِ«يَتحمّل.. خاطب جنبلاط سعداً: غَيرنا المسؤولية».
 
فهل فعلاً تحمي الاستقالة من المسؤولية؟ وتُعفي المسؤول من نتائج وتداعيات قرارته؟
 
يفتعِل معسكر جنبلاط/ جعجع ازمة خطيرة بصوت عالي النبرة, على خلفية تصريحات رئيس التيار الوطن الحر وزير الخارجية صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل, امام المؤتمر الوزاري العربي الذي عُقد قبل ايام في القاهرة إثر العدوان التركي الاخير على سوريا, ومُطالبَته بعودة سوريا للجامعة العربية،وخصوصاً إعلانه الدراماتيكي: انه ذاهِب الى دمشق, للتباحُث مع حكومتها حول عودة اللاجئين السوريين الى وطنهم. وهي عودة تُعارِضها واشنطن (كما قوى لبنانية وإقليمية) بهدف عَرقلة التسوية السياسِية.
 
أياً تكن وُجهَة الاحداث المُتلاحِقة في لبنان, واياً تكن قرارات الحريري بعد انتهاء مهلة الـ«72» ساعة، فإن المعادلة السياسِية الراهِنة في لبنان ستبقى تحت السيطرة, ولن تَخرج الأمور الى أبعد من إعادة ضبط المَشهد, بانتظار تطورات اقليمية تُسهِم في تبريد الأجواء, كون النُخبة الحاكِمة والمُتحكِّمَة في لبنان, أعجز من ان تُغامِر بفقدان مَواقِعها السلطوِيّة.