Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2017

انظري أيتها الأرض - يتسحاق ليئور

 

هآرتس
 
الغد - بالرغم من كل المحاولات لاخفاء الخط الاخضر والفرق بين النكبة والاحتلال الجديد، سنة 1967 هي مفترق طرق لحياتنا السياسية. هذا الاحتلال خلق ليس فقط المستوطنات وقوة يمينية وبرجوازية كبيرة وصوت شرقي وجد مكانا له في الليكود.
مع الاحتلال تم اختراع مفاهيم "حمائم وصقور"، والتي تم استيرادها من الولايات المتحدة. مع الاحتلال وجدت مصطلحات جديدة فرقت ما بين اليسار واليمين، وبقيت سائدة وحية حتى اليوم، وحتى أن اليسار غرق بمعظمه بتحول إسرائيل إلى حاملة طائرات أميركية. والاساس: هذا الاحتلال خلق مفهوم "المركز"، من داش "الديمقراطية والتغيير" حتى يائير لبيد، والثرثرة عن "تفكير جديد" والتي كانت دائما فارغة مثل انبوب مجاري يابس.
ان ولادة المركز مكنت من بقاء الوضع الراهن، قبل حرب الغفران وبعده. العديد من الاجناس لـ "الاعتدال" ظهرت، هذا الاعتدال الذي ولد داخل الاحزاب الكبرى وخارجها. ليغئال الون كان هنالك صيغة هي ليس هذا وأيضا ليس ذاك، ولشمعون بيرس كان هنالك صيغة هي الشيء وضده، وليتسحاق رابين كان هنالك صيغة. ولكن كلهم شاركوا في عملية الزراعة الجماعية للفظاظة الإسرائيلية، تلك التي سميت منذ سنوات السبعينيات "المركز المعتدل"، هذا ليس هنالك أي تغيير باستثناء كلمة تغيير، لم يوافق عليه. قانون لإسرائيل؟ نعم. تشريع آخر؟ نعم. تجنيد الحريديم؟ نعم. تجنيد آخر للحريديم؟ نعم. ولكن الاحتلال؟ الكولونيالية؟ آه، نحن لسنا يسار ولا يمين. نحن مع حل، عندما يحين الوقت. كما هو مفهوم. ليس الآن.
إن من سُرحوا من الجيش بين 1967 و1973 يخرجون بالتدريج إلى التقاعد. جزء كبير منهم سووا أمورهم بصورة لا بأس بها في تلك السنوات، حيث كانت الاموال الأميركية تتدفق هنا. لقد وصلوا إلى حرب يوم الغفران بدون ان ينسبوا بكلمة، بدون أن يحتجوا ضد المستوطنات، ضد الرفض الإسرائيلي على الرد بإيجاب على أنور السادات منذ 1970. خلافا لليمين الإسرائيلي الذي عارض بضجة كبيرة كل مبادرة للسلام، لقد صمتوا. لقد كانوا الاغلبية الكبرى. لقد كانوا هم الغالبية الصامتة والغبية. هم متهمون ويحملون وزر حرب يوم الغفران. هم لم يتجرأوا على التفكير عن الذنب بعد الحرب.
احتجاج موتي اشكنازي عبر عن هذا الفراغ. الاحتجاج لم يكن ضد عدم تحقيق سلام، رفض مبادرة يارينغ، خطة روجرز، بل ضد "الفشل"، هي كلمة خدمت الجميع. ماذا كان الفشل؟ هذا المفهوم فارغ مثل يغئال يدين او يائير لبيد. ومن يصعب عليه التذكر: "احتجاج موتي اشكنازي" لم تتحول إلى حركة سلام.
الاغلبية الصامتة، عرفناهم في الجامعة، في لقاءات ألوية "الناحل"، في شوارع تل ابيب أو القدس، كانت راضية. لقد تجذرت. بعد ذلك جُر قليلا في "اغاني حركات الشباب" (اغنية رائجة، بعد ان صعد الليكود للحكم). ان "الشرقيين سرقوا لنا الدولة"، ولكنهم لم يسرقوا لاحد اي شيء. الشرقيون لم يؤثروا على حياتنا. لقد اندمجوا في اتساع السيطرة على المناطق. هذا كل شيء.
المركز "الوسط" لن يختفي من حياتنا ولا مرة. لقد جر معه حزب العمل. لقد جر إلى داخله اجزاء من اليمين "المتعقل". لقد ولّد تعبير "متعقل"، ووزع هويات تعقل لكل من وقف جانبا إزاء المظاهرات، رفض الخدمة، التماثل مع الفلسطينيين. يائير لبيد وآفي غباي هما التعبيران الواضحان والصريحان لهذه الظاهرة، الحفاظ على الوضع القائم. لبيد أكثر اضحاكا، صحيح، ولكن ليس واضحا من منهما يقود الجمهور الأكثر فراغا من أي فهم للحقيقة. نعم اليمين المسيحاني. مؤمن، بروح نتنياهو، بيوم القيامة، المركز مبني على الدهشة والاستغراب. بالامكان رجم الحريديم، وسارة نتنياهو، و "كاسري الصمت". ولكن الاحتجاج بشأن آلاف المعتقلين السياسيين الفلسطينيين، التطهير العرقي في غور الأردن، غيتو غزة؟ أصبحت السياسة مقززة. اقترب يوم الغفران.
انظري أيتها الارض أصبحنا غلاظ وأجلاف جدا.