Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jul-2017

الملك وجبر الخواطر.. - النائب المحامي يحيى محمد السعود
 
الراي - لقد كان الجرح كبيراً عندما استشهد الشاب البطل محمد الجواودة على يد أحد المجرمين من بني صهيون قبل أيام، وثار الشعب غاضباً على هذا التعنت الصهيوني واستهانته بدماء الأردنيين وموقف الحكومة من هذه الجريمة النكراء في مواجهة تصرفات النتن ياهو المستفزة.
 
كان هذا الجرح عميقاً حتى جاء موقف سيدنا المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني الذي تابع الموضوع على مدار الاربعة أيام الماضية وقام بزيارة لبيت العزاء ليعزي نفسه ويعزي الأردنيين بهذا المصاب الجلل، فقد كان لدفء يديه وهو يصافح والد الشهيد وإخوته الأثر الكبير في تخفيف مصابهم في ولدهم البطل!.
 
بعد مغادرة سيدنا بدقائق لأجد الجميع يهتف بحياة سيدنا أبو حسين حبا ووفاء وانتماء متمسكين بعرى الأردن وموحدين الصف خلف هذا القائد العظيم الذي ما انفك عن مشاركة أبنائه الأردنيين في كل مناسباتهم ولا سيما الحزينة منها.
 
ملك قد تعدى حدود الوفاء تجاه شعبه بما يقدمه ليل نهار من تفان وإصرار على تأمين كراماتهم وتحصينها ضد أي عدوان أو اعتداء من قبل أي جهة كانت، ملك لا يكل ولا يمل من الوقوف بجانب الأردن وشعبه ونهضته واستمرارية تقدمه، ملك له شرعية دينية وشرعية تاريخية وشرعية انجاز، ملك لا يقف إلا في صف أبناء الوطن ولا ينحاز إلى أي جهة كانت أو دولة كانت إلا وكان الأردن ونهضته هو هاجسه الوحيد.
 
لقد كنت في بيت العزاء على مدار الأيام الأربعة ورأيت بأم عيني كيف سطرت هذه العائلة العريقة والكريمة عشيرة الدوايمة–الجواودة ووالد الشهيد وأعمامه وأولاد عمومته اروع أنواع البطولة عندما دحروا كل من يحاول ان يتربص بهذا الوطن مفوتين الفرصة على المتربصين والمتخاذلين الذين يحاولون ان يصطادوا في الماء العكر، كان موقفهم واحدا عندما قالوا ان صاحب الولاية بالدم هو جلالة الملك وما لقوا من هذا الكلام الطيب إلا طيبا هاشميا اكبر فلله الحمد على ثبات هذه العائلة وثبات الأردنيين جميعا عندما تمر علينا محنة مستذكرين الموقف البطولي من بني الحويطات عندما فوتوا الفرصة ايضا على المتربصين وانصاعوا لطلبات أبناء الوطن بكل ما تحمله الكلمة من صدق وإخلاص وبكل ما تحمله الرجولة من شهامة وكرم.
 
هكذا هم الأردنيون عندما تطرأ على وطننا المحن نجدهم ملتفين كلهم حول القيادة وحول الأجهزة الأمنية موجهين رسالة إلى أؤلئك الذين يراهنون على حب الأردنيين من شتى أصولهم ومنابتهم لهذه القيادة الفذة بأنكم واهمون وأن أبناء الأردن لن يتوانوا لحظة واحدة عن تقديم النفس والمال والولد فداء لقائدهم المفدى الذي يبادلونه الحب بالحب والفداء بالفداء والتضحية بالتضحية.
 
أما كيان بني صهيون الغاصب والمتمرد على كل القيم الإنسانية والقرارات الدولية والمعاهدات السياسية فأقول له ولسان حال الأردنيين جميعاً بأن القلم قد سطر الكثير من الاعتداءات من قتل ودمار وتشريد بحق الشعب الفلسطيني البطل، وأن صحيفتكم قد امتلأت وأن في الأفق نورا ساطعا سيفجر الأرض تحت أقدامكم ويلقي بمخلفاتكم القذرة في مزبلة التاريخ وستعود فلسطين بإذن الله حرة عربية من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس الشريف.
 
سيدي أبا الحسين لا يساورك شك أو الظنون بأن أبناء الأردن يخالفونك أو يختلفون معك بأي قرار تتخذه أو موقف تقفه فلن نكون إلا خلفك سنداً وجنداً ورجالاً لا يخشون إلا الله لنجازي الجميل بالجميل ونرد الوفاء بالوفاء.
 
* رئيس لجنة فلسطين النيابية