Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Sep-2020

الانتشار المجتمعي لـ(كورونا) هل يؤشر على الوصول إلى مناعة القطيع ؟

 الراي - احمد النسور

اكد الناطق الاعلامي للجنة الوطنية للأوبئة الدكتور نذير عبيدات، أن القفزة في عدد الإصابات اول من امس اذ سجل (634) اصابة بفيروس كورونا تؤكد دخول البلاد مرحلة الانتشار المجتمعي للوباء مشيرا ان هذا الارتفاع غير مسبوق لإصابات كورونا في الأردن منذ بدء الجائحة قبل (7) اشهر بالمملكة.
 
وأكد في تصريحات صحفية امس أن هذه الزيادة في الإصابات تمثل تطورا جديدا في ما يتعلق بالوضع الوبائي في الأردن، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنها متوقعة ولم تكن مفاجئة وأعرب عن أمله في أن يتم احتواء الفيروس والتعامل مع الوضع الوبائي بإجراءات معينة.
 
واجتاحت امس مواقع «التواصل الاجتماعي «التساؤلات والتغريدات حول اسباب ارتفاع عدد الاصابات بكورونا الى هذا الرقم غير المسبوق في يوم واحد وانتاب المغردين الخوف والقلق حول مفهومي» الانتشار المجتمعي لوباء كورونا الذي دخلت به المملكة اول من امس للوصول الى مناعة القطع» وما هو تفسير كل حالة على حدة.
 
مناعة القطيع التي طالما اكد وزير الصحة الدكتور سعد جابر ان الاردن لم يصل الى هذه المرحلة والتي تعني ان
 
مناعة القطيع تتحقق عندما تتكون مناعةٌ ضد المرض لدى نسبة كبيرة من المجتمع، ما يجعل انتقال المرض من شخص لآخر غير مرجح. ونتيجة لذلك، يُصبح المجتمع بأكمله محميًا من الوباء وليس فقط أولئك الذين لديهم مناعة.
 
ووفق اختصاصي الوبائيات والمناعة عرفات ابو جعفر اذا قال الى «$» يتطلب انتشار المرض عادةً أن تصاب به نسبة مئوية معينة من السكان. وهذا ما يسمى النسبة الدنيا. إذا تجاوزت نسبة السكان المحصَّنين ضد المرض هذه النسبة الدنيا، سوف يتراجع انتشار المرض. ويُعرف هذا بالحد الأدنى لمناعة القطيع.
 
وحول ما هي نسبة السكان الذين يجب أن تكون لديهم مناعة من أجل تحقيق مناعة القطيع قال: يختلف الأمر من مرض لآخر. كلما كان المرض معديًا أكثر، زادت نسبة السكان الذين يجب أن تتكون لديهم مناعة ضد المرض لوقف انتشاره. على سبيل المثال، الحصبة مرضٌ مُعْدٍ جدًا. تشير التقديرات إلى أن 94٪ من السكان يجب أن تكون لديهم مناعة لقطع سلسلة انتقال العدوى.
 
وحول كيف يتم تحقيق مناعة القطيع قال: هناك مساران لتحقيق مناعة القطيع فيما يتعلق كورونا، وهما اللقاحات والعدوى الطبيعية.
 
بالنسبة للقاحات اشار ان التطعيم ضد الفيروس المسبب لكورونا هو النهج المثالي لتحقيق مناعة القطيع.
 
اذ تخلق اللقاحات مناعة دون التسبب في المرض أو المضاعفات. إذا تحققت مناعة القطيع، فإنها ستوفر إمكانية حماية المجتمع بشكل عام من المرض، بما في ذلك الأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم، مثل الأطفال حديثي الولادة أو من لديهم جهاز مناعة ضعيف. باستخدام مفهوم مناعة القطيع، نجحت اللقاحات في السيطرة على العديد من الأمراض المُعدية الفتاكة، مثل الجدري وشلل الأطفال والخناق والحصبة الألمانية، وكثير من الأمراض الأخرى.
 
وقال رغم ذلك، فإن محاولة تحقيق مناعة القطيع من خلال اللقاحات أمرٌ ينطوي على بعض التحديات أحيانًا. يمكن أن تتضاءل الحماية التي توفرها بعض اللقاحات بمرور الوقت، ما يتطلب إعادة التطعيم. وأحيانًا لا يحصل الأشخاص على جميع الجرعات التي يحتاجونها لتتكون لديهم حماية كاملة ضد المرض.
 
بالإضافة إلى ذلك، قد يمتنع بعض الناس عن تلقي اللقاحات بسبب تحفظات أو بسبب خوفهم من المخاطر المحتملة أو بسبب شكهم بفوائد اللقاحات. غالبًا ما يعيش الأشخاص المعترضون على اللقاحات في نفس الأحياء السكنية أو يرتادون نفس الجامعات أو المدارس. إذا كانت نسبة من تم تطعيمهم في مجتمع ما أقل من الحد الأدنى لتحقيق مناعة القطيع، فقد يؤدي التعرض لمرض مُعْدٍ إلى انتشاره بسرعة.
 
وحول العدوى الطبيعية قال عرفات يمكن الوصول إلى مناعة القطيع عندما يتعافى عدد كافٍ من السكان من المرض ويكوّنون أجسامًا مضادة تقيهم من العدوى في المستقبل. على سبيل المثال، أولئك الذين نجوا من جائحة إنفلونزا 1918 (الإنفلونزا) أصبحت لديهم لاحقًا مناعة ضد إنفلونزا H1N1، وهي نوع فرعي من الإنفلونزا A. خلال موسم الإنفلونزا 2009-2010، سببت إنفلونزا H1N1 ظهور عدوى في الجهاز التنفسي لدى البشر، وكانت تعرف بين الناس باسم إنفلونزا الخنازير.
 
واشار الى ان هناك بعض المشاكل الرئيسية الكامنة في الاعتماد على عدوى المجتمع لخلق مناعة القطيع تجاه فيروس كورونا أولاً، ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت الإصابة بفيروس كورونا كفيلة بتكوين مناعةً لدى الشخص ضد الإصابة بالعدوى مستقبَلًا.
 
تشير ابحاث حصلت عليها «$» من مراجع طبية متعددة إلى أنه من الوارد الإصابة مجددًا بالعدوى بنفس الفيروس بعد عدة أشهر أو سنوات بعدَ الإصابة بفيروسات كورونا والتعافي منها، مع أن الأعراض تكون خفيفة عادة وتحدث لنسبة قليلة من الناس. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد التأثير الوقائي للأجسام المضادة للفيروس لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى.
 
وقال بحث صدر حديثا إذا كانت الإصابة بفيروس كورونا كفيلة بتكوين مناعة طويلة الأمد، يجب أن يُصاب عدد كبير من الأشخاص بالعدوى للوصول إلى الحد الأدنى لتحقيق مناعة القطيع. لوقف الوباء ويُقَدِّرُ الخبراء أنه يجب أن يتعافى 70٪ من سكان من اصابهم فيروس كورونا
 
وقال عرفات إلى أن يتم تطوير لقاح كورونا، من المهم إبطاء انتشاره وحماية الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأعراض شديدة، بما في ذلك كبار السن، وينبغي كذلك حماية من لديهم حالات صحية كامنة مهما كانت فئتهم العمرية للحد من خطر العدوى.