Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2018

ما الذي يحدث في اليمن؟* تهاني روحي
رصين - 
في بلاد مزقتها الحرب، واشتدت ويلاتها الاقتصادية والاجتماعية وقبلها الانسانية، نتفاجأ بخبر صدم المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان العالمية وهو اصدار حكم الإعدام غيابيًا بحق المواطن اليمني حامد بن حيدرة بسبب معتقده الديني.
 
وتقول احدى البهائيات في مقابله لها مع قناة DW الالمانية: " لقد داهم الحوثيون منازلنا وصادروا ممتلكاتنا وروّعوا أطفالنا واعتقلونا وهددونا بالتصفية الجسدية".
 
فالحكم على حامد بن حيدرة يعتبر حدثًا تاريخيًا في اليمن، ذلك لأنه لأول مرة منذ توقيع الوحدة اليمنية عام 1990 ينطق فيها قاضٍ بحكم الإعدام في قضايا تخصّ حرية المعتقد.
 
ان الكفاح من أجل الحرية الدينية قائم منذ قرون؛ وقد أدى إلى كثير من الصراعات المفجعة. وعلى الرغم من أن مثل هذه الصراعات مازالت قائمة إلا أنه يمكن القول بأننا قد شهدنا بعض التقدم حيث تم الإقرار ببعض المبادئ المشتركة الخاصة بحرية الديانة أو المعتقد وتبنيها دوليًا.
 
يعاني البهائيون اليمنيون منذ سنوات من اضطهاد ممنهج على يد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بسبب معتقدهم الديني لا غير. فقد تمّ احتجاز مئات المواطنين البهائيين بشكل تعسّفي بتهم زائفة ودون أدلّة دامغة في تجاهل واضح للقانون الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والدينية للإنسان أينما كان.
 
وكما أشار الكاتب المرموق ابراهيم الغرايبه في مقاله في جريدة الغد: " هل يمكن محاسبة إنسان بسبب معتقداته وأفكاره الدينية أو السياسية أو الفلسفية، فلا يمكن إجبار إنسان على اعتقاد أو منعه منه، لأنها مسألة متعلقة بضمير الإنسان ووعيه، فالإنسان يفكر ويسأل ويبحث على نحو متواصل عن إجابات وأفكار، وهذا هو سرّ التقدم الإنساني."
 
وعودة الى قضية حرية المعتقد وإزاء ما نرى من تعصب راسخ وتفرقة قائمة على الدين أو العقيدة، فلا بد لنا ان نقر بالحاجة إلى عمل محكم ومتماسك من قبل المجتمع الدولي لخلق مناخ يستطيع فيه الأفراد ذوي العقائد المختلفة أن يعيشوا، جنبًا إلى جنب، حياة خالية من العنف والتفرقة العنصرية، ذلك لأن الحرية في تبني شخص لعقيدة باختياره الشخصي أو تغييرها إذا أراد إنما هي من السمات المميزة لحرية الضمير الإنساني، وهذا مما يعزز بحث الأفراد عن الحقيقة. فما أحوجنا الى تمسك القانون الدولي بهذا الحق والذي من شأنه أن يعزز مكانته في تأمين كرامة الكائنات البشرية.إن ما يحزننا حقًا أن تتحوّل أرض اليمن السعيد إلى ساحة للاقتتال والسجن والتعذيب والتشريد في ظروف نرجو الله تعالى أن يقصّر أيامها رأفة بعباده.