Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Oct-2019

استمعوا للعميد درور شالوم

 الغد-إسرائيل هيوم

 
بقلم: يوسي بيلين
 
4/10/2019
 
لقد كانت مقابلة اجراها يوآف ليمور قبل أيام مع رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات، العميد درور شالوم، معمقة ومشوقة – بل ومفاجئة. عندما قرأتها، كان يخيل لي انها مقابلة يفترض بها ان تعرض موقفا بديلا لذاك الذي يعرض على الكابنت او امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست. قبل بضعة ايام من نشر المقابلة التقيت شخصا يعرف جيدا الساحة الفلسطينية ولا يوفر نقده للرئيس محمود عباس. وكانت رسالته واضحة: “اذا كنتم لا تريدون السلام مع الفلسطينيين، وكل ما تريدونه هو التسويف لكي لا تصلوا الى لحظة تقسيم البلاد – فواصلوا شجب الرئيس الفلسطيني. ولكن اذا كنتم لا تريدون أن تجعلوا اسرائيل دولة أبرتهاد، وتريدون الوصول الى اتفاق مع الطرف الاخر، وليس الى القاء المفاتيح الى ما وراء الجدار، مثلما فعلتم في غزة – فابدأوا غدا في مفاوضات مع ابو مازن فهو وحده يمكنه أن يوقع معكم على اتفاق”.
يتوصل العميد شالوم الى استنتاج مشابه. فهو يقول ان منظومة العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، الجهد للحفاظ على نسيج الحياة وتحسين الوضع الاقتصادي، وبالاساس التنسيق الأمني الناجع مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية – تعتمد “غير قليل على أبو مازن. الكثير من الناس عندنا يرون فيه محرضا، ولكن أبو مازن حجر اساس مهم جدا للهدوء الذي يسود منذ 2006… اجد صعوبة في أن أرى بديلا يعرض مواقف معتدلة وبراغماتية مثل أبو مازن. يجب أن نأخذ هذا بالحسبان”.
يقول شالوم بالشكل الأوضح ان معركة عسكرية أخرى في غزة لن تضيف شيئا لإسرائيل، وإسرائيل لن تكون أقوى. كل ما سيحصل هو أنه في نهايتها سنصل بالضبط إلى النقطة ذاتها، وسيكون حوار مع حماس على هدنة.
في الموضوع الإيراني يشدد – من جهة – على حقيقة أن إيران هي العدو الاساس، الذي نتصدى له في جبهات اخرى، ومن جهة اخرى يقول ان إيران ما تزال بعيدة سنتين عن القنبلة النووية، ويعترف بان “خرق الاتفاق النووي يستدعي منها إعادة جزء من المقدرات إلى هذه المسألة”، ويضيف: “أنا بالتأكيد أقل هدوء اليوم”.
ويقف شالوم ضد مفاهيم ثلاثة، وبشكل أوضح هي مفاهيم سائدة راهنا خاصة لدى الجيش الاسرائيلي وهي:
 
انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران هو إنجاز كبير للسياسة الإسرائيلية، ويجب مواصلة الجهد لالغاء هذا الاتفاق السيئ.
محمود عباس ليس شريكا في السلام، والسلطة الفلسطينية تعيش على حراب الجيش الاسرائيلي. التنسيق الامني يعمل في صالح الفلسطينيين، ومن ناحية اسرائيل فانه هامشي تماما في اهميته.
لا مفر امامنا غير شن معركة عسكرية في قطاع غزة تؤدي الى هزيمة حماس (كان هذا هو المستشار القانوني للحكومة هو الذي منع الهجوم على غزة، عشية الانتخابات الاخيرة).
وأعتقد ان الحكومة التالية ستكون ملزمة بان تقرأ اقوال شالوم بعناية شديدة جدا. الوزراء الجدد، اذا ما جاءوا الى طاولة الحكومة وهم يحملون افكارا اخرى، سيتعين عليهم أن يحذروا من أن يصبحوا جزءا من “العصبة”. يمكنهم ان يعتمدوا على الرجل الأبرز في تقدير الوضع في جهاز الامن، وان يتجاهلوا شعارات الاجماع، وان يعرضوا مواقف معاكسة: مثلا، الاتفاق مع إيران يشكل ميزة لاسرائيل، والغاؤه يمكن أن يلحق ضررا بها؛ من يريد السلام فليبدأ فورا في محادثات مع محمود عباس؛ وحملة عسكرية في غزة ستكون خطأ.