Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Oct-2017

«السفارة» والمستوطنات - محمد خروب

 الراي- احتَفَت وسائل الإعلام العربية وخصوصاً الفلسطينية

واحتفلت بالخبر غير الدقيق (حتى لا نقول الملغوم) الذي جاء
فيه ان الرئيس الأميركي قد «أجَّل» نقل سفارة بلاده من تل
أبيب إلى القدس المحتلة، كي يُعطي فرصة للسلام(..).
ما غاب عن اذهان الذين روّجوا لخبر مُضلِّل كهذا، طبيعة
وحجم وصدقية «الفرصة» التي يريد ترمب منحها للسلام؟
فضلا عن ان تصريحه هذا لا يشطب من على جدول اعماله
مسألة «النقل» ذات الأولوية داخل ادارته ولن تكون هناك
رجعة عن نقلها بالنسبة اليه ولصهره كوشنر، الذي قال
مُتهكّماً: انه قرأ الكثير من كتب التاريخ، ولا يريد قراءة المزيد
منها في شأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بل يُريد (كما
السفير الاميركي في اسرائيل ديفيد فريدمان) إنجاز «صفقة
القرن» في عصره، و في اسرع وقت ممكن. قبل ان يُجبَر على
الإستقالة او تحدث تطورات في المنطقة تجعل من مخاوف
نتنياهو وقلقه على عدم تحقق «مئوية» اسرائيل في العام
2048 حقيقة، وبخاصة بعد ان استذكر في منزله خلال ندوة
الكتاب المقدس «التّناح»، التي عُقدِت في منزله بمناسبة عيد
«العُرُش» (المظلة) او «سوكوت» بالعبرية، على ما قالت
صحيفة هاارتس الاسرائيلية، التي استفاضت في نقل اقوال
نتنياهو وبخاصة إشارته الى انه «يَتعيّن على اسرائيل
الإستعداد لكل التهديدات التي تُشكِّل خطرا على (وجودها)
وذلك كي تتمكن من الإحتفال بعيد (استقلالها) المئة... بعد
ثلاثة عقود».
لافت كذلك.. تَوَقّف الصحيفة عند ما ذهب اليه نتنياهو بمقارنة «المصير الذي انتهت اليه دولة الحشمونئيم او المكابيين (في المصطلح
الصهيوني الاكثر تداولاً)، كون تلك الدولة (المكابيّة) لم تعش سوى ثمانين عاماً، بعد ان سحقتها جحافل الامبراطورية الرومانية،
وجعلتها فصلاً من تاريخ يتكئ عليه صهاينة اليوم لإبقاء مشروعِهم الاستعماري على قيد الحياة.
ثمة إذاً ما يدعو ايضا لإبداء الإستغراب بل والرفض لهذه الضجّة التي افتعلها الاعلام العربي والفلسطيني، عبر الإيحاء بأن تغيّراً قد طرأ
على موقف ادارة «صديق اسرائيل الابدي» كما قال حرفيا نائبه المتصهين مايك بنس، ذات خطاب منافق امام اقوى لوبي يهودي في
اميركا «الايباك». وهو ما تجلّى فلسطينياً «على سبيل المثال» في بيان الخارجية الفلسطينية المُنتقِد لـِ»إنفلات» إسرائيلي تحريضي في
وجه جهود السلام الأميركية(كذا).
غاب عن مسؤولي الإعلام العربي والفلسطيني وساسته، ان اتفاقا قد تمّ بين ادارة ترمب وحكومة نتنياهو، قالت صحيفة يديعوت
احرونوت في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي (10/9 (أنه ينُص على قيام اسرائيل بإقرار بناء «مكثّف» في الضفة الغربية المحتلة كل
ثلاثة الى اربعة اشهر بالمتوسط، بدلا من مرة كل بضعة اسابيع.. ومعنى الاتفاق – تضيف الصحيفة – هو ان الادارة «لم تعُد تُميز بين
الكتل الاستيطانية وبين المستوطنات المُنعزِلة، وأن واشنطن – تُواصِل يديعوت احرونوت – لن تُندِّد بإسرائيل في اعقاب قرارات البناء
في «المناطق»!!.
معنى ذلك بوضوح، ان العبارة الخطيرة وغير المسبوقة التي اطلقها سفير ترمب في اسرائيل فريدمان حول «الإحتلال المزعوم» لم تكن
زلة لسان، رغم تنصّل الخارجية الاميركية المُنافِق منها واعتبار ما قاله السفير رأيّاً شخصياً، وكأنه يحق لأي سفير ان يُطلِق مواقف
شخصية وهو على رأس عمله، اضافة الى ان الضوء الاخضر المفتوح الذي سُميّ اتفاقا «مبدئِيا» بين ادارة ترمب وحكومة نتنياهو، يعني
11:05-11-10-2017- الأربعاء: تاريخالنشر
09:45-11-10-2017- الأربعاء : تعديل آخر
محمد خروب
السفارة» والمستوطنات - صحیفة الرأي» 2017/12/10
http://alrai.com/article/10408895/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9… 2/4
ان الاميركيين لم يعودوا يقولون ان المستوطنات... عائق امام السلام».
فهل ثمة مَن لا يزال يعتقد ان «الفرصة» التي (طلبها) ترمب من محمود عباس كي يواصِل مساعيه مقابل إلتزام الاخير عدم الذهاب الى
المنظمات الدولية لطلب عضوية «دولة» فلسطين فيها، ستكون فعلا لبذل جهد اميركي حقيقي؟ ام انها مجرد شراء المزيد من الوقت
لفرض حقائق على الارض, لا تستطيع سلطة اوسلو رفضها؟ وستُضاف الى حكاية تبادُل الاراضي الخاضعة هي الاخرى للمساومة، تارة
يقال لنا(فلسطينياً): انها لن تزيد على 5ر1 بالمئة, وطورا ترتفع(إسرائيلياً)لتصِل الى حدود السبعة بالمائة، فيما السلطة تُبدي دائماً إزاء
ذلك, تلعثماً وارتباكاً, يعكسان, ضمن امور اخرى, ما تم القبول به... سراً.
يُخطئ كثيراً من لا يزالون يعيشون وهم الرغبة (دع عنك القدرة) الاميركية بتحقيق تقدم في جهود احياء جثة عملية السلام، وهم انما
يخدعون انفسهم قبل ان يخدعوا غيرهم, ما بالك ان اسرائيل التي يُبدي رئيس ائتلافها الفاشي قلقا على مئويتها التي تحتاج الى ثلاثة
عقود قادمة كي تتحقّق، تواصِل طرح المزيد من الشروط والاستعلاء ونسج المزيد من العلاقات السِرّية مع بعض العرب لكنه (نتنياهو)
رغم ذلك (يستحضر) سيرة وسيرورة «دولة» اجداده المكابيين, التي لم تُعمِّر سوى ثمانية عقود, فيما لم تبلغ اسرائيل «الجديدة» عقدها
السابع بعد.. فلماذا يقلق زعيم حزب الليكود, ما دامت دولته على هذه الدرجة من القوة والوضع الاستراتيجي المريح والتحالفات غير
المسبوقة الدولية وخصوصا العربية؟.
..انها روح الرفض العربي الشعبي العارم للتطبيع مع اسرائيل, او القبول بها والاعتراف باستعمارِها... للوطن الفلسطيني. والتي تتخذ
اشكالاً واساليب ومقاربات إبداعية مُتعددة, تعكِس جذوة المقاومة والرفض للعصر الصهيوأميركي المحكوم... بالإندحار.
kharroub@jpf.com.jo