Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Aug-2018

مستشار نفسي: الإرهاب مفهوم يطاول كل أنواع الفساد والتطرف والإقصاء وحتى ترويج المخدرات
الرأي -  منال القبلاوي  - مع استمرار العمليات الارهابية عالميا ومحليا وانخراط عشرات الشباب بهذه الجماعات الارهابية التي اساءت الى الدين يأتي علم النفس ليؤكد ان الارهاب انحراف سلوكي عن الفطرة لا يرتبط باي دين او قومية.
 
وبحسب استشاري علم النفس الدكتور عبد الرحمن مزهر فان اشكال الارهاب تتنوع من حيث النمط وطريقة التطبيق وهي لا تنحصر بفئة معينة او دين معين.
 
واكد ان هنالك بعض التحليلات النفسية لمحاولات فهم وتحليل شخصية الارهابي وتركيبته العقلية والاسباب التي تؤدي الى تحوله من فرد عادي الى ارهابي.حيث وجد انه من اهم العوامل التي تدفع الانسان للانخراط في الجماعات الارهابية شعوره أنه ضحية وبالتالي يشعر بالاغتراب عن المجتمع. فيجد الفرد بهذا الشعور مبررا اخلاقيا لنفسه لارتكاب اعمال العنف والانتقام.
 
وأوضح مزهر من المعروف ان اغلب المشاكل البشرية تتبع العقل والفكر الجمعي ( هذا ماوجدنا عليه اباءنا). فاذا افترض الشخص انه ضحية وبوجود تنظيمات تتبنى تفكيره، وان المخاطر المشتركة بينهم يصبح تفكيره مشلول امام الجماعة، مما يزيد عليه الضغط من قبل القيادات وزملاء الجماعة وبالاخص "عندما يشعر بدعم مادي ونفسي وفكري ".
 
وكي يجد الارهابي تبريرا لقتل الاخرين يقنع نفسه بانه لابد من التضحية بعدد من الابرياء للوصول للهدف.
 
ومن الملاحظ فشل كثير من دول العالم في محاربة التطرف لان من طرق محاربة التطرف السخرية والاستهتار بالجماعات والافراد الارهابيين، ما يؤدي الى ردة فعل عكسية ويجعل الارهابيين اكثر تماسكا وعنادا للدفاع عن معتقداتهم. ومن المعلوم ان الفرد لا يصبح ارهابيا بين يوم وليلة وضحاها ولكنها عملية تستغرق وقتا لتغيير هوية الشخص من فرد فاعل في المجتمع الى فرد ارهابي.
 
وبحسب مزهر -فان من ضمن الاسباب التي زادت الارهاب- طريقة تعامل الدول مع الارهاب مما ولد عند فئة من الناس الرغبة بالانتقام كون كثير منهم يعتبر الدول المتقدمة عرضته واقاربه للمعاناة وان الدول الاخرى الاضعف تكون اسهل بالنسبة له لينفذ فيها انتقامه كونه يبرر ذلك بان الدول الاخرى تابعة وموافقة على سياسات الدول الاقوى.
 
وقال مزهر " لغاية الان لا أحد يستطيع ان يحدد الطريق الافضل والاسلم لمكافحة الارهاب بسبب عدم وجود بحوث محايدة عن الارهاب.وبسبب كون الدول تختلف في تعريفها للارهاب كما ان الساسة ليس لديهم الاستعداد للاستماع للرأي العلمي بالاخص".
 
اما بالنسبة للشخصية الارهابية وطبيعتها -وفقا لمزهر -فانها في الأغلب تتسم الشخصية بالسلوك التسلطي والعدواني وتتصف بالخداع والكذب وعدم احترام القوانين وعدم تقدير المسؤولية اي هي اقرب ( للشخصية السيكوباثية) بجميع اشكالها كون هذه الشخصية تتميز بالنشاط المعادي للمجتمع بشكل مباشر او غير مباشر مثل كثرة الشجارات والعنف والهياج والميول للادمان وتكون نسبة الذكاء عندهم اعلى فيتقلدون المناصب ومن خلال مناصبهم يمارسون عدوانيتهم على المجتمع بشتى الاشكال.
 
كما ان شعور الشخص بالتهميش وعدم اعطائه القيمة يدفعه لترك اثر في الحياة حتى لو القيام بعملية انتحارية ولذلك فانهم يعتقدون انهم يصنعون الفرق.
 
وتابع مزهر " الانسان يولد ولديه استعداد فطري ليكون منطقيا وعقلانيا ولكن المحيط يؤثر في اضعاف هذه الفطرة مقابل انماء افكار غير عقلانية تكون متطرفة والمحيط يشمل الاسرة والمدرسة و المجتمع والدولة. لذلك من اسس علاج ظاهرة الارهاب اقناع الارهابيين بانهم غير عقلانين".
 
والارهاب -بحسب مزهر -هو انحراف سلوكي عن الفطرة لا يرتبط بدين او قومية ، موضحا ان إتاحة الحرية للشباب بالاخص للتعبير عن ارائهم ومعتقداتهم وتقبل الرأي الاخر وتعزيز حرية التعبير دون اكراه على نهج او توجه معين يعتبر من الوسائل الناجحة في مكافحة الارهاب.
 
وبحسب دراسات علم النفس العالمية الحديثة فانه يجب التفريق بين الفكر والفعل او بين الرأي المستبد والعمل المتطرف. فظاهرة التحول الى الافكار المتشددة تختلف عن ظاهرة التحول لتنفيذ العمل المتطرف.
 
والفرق كبير بين من يحمل رايا معينا وبين تنفيذ او فعل يبرر هذا الراي. فالكثير من الناس يتحدثون عن ارائهم ولكن ليس بالضرورة تنفيذها.
 
وما يثبت هذا الكلام وحسب الملاحظات المأخوذة من مجلة علم النفس الاميركية  (APA) والتي قامت باصدار خاص حول سيكولوجية الارهاب تبين ان 99% من حاملي الفكر المتشدد لا ينفذون اي افعال.
 
وللاسف اغلب الدول خلطت بين الجهتين. فالفكر شيء والفعل الارهابي شيء اخر.
 
ولذلك فان البرامج المعدة لمكافحة الافكار المتشددة والتي لا تفرق بين الافكار وبين الارهاب ستؤدي الى مضاعفة التهديدات الارهابية التي تقع اثناء الحروب والتطهير العرقي. كما من الجيد بناء علاقات صحية سليمة بين الهيئات الحكومية وبين الافراد.
 
وقال لا يجب ربط الارهاب بالدين فهنالك ارهاب علماني وديني وطائفي وغيره ولكن للاسف يتم التركيز على الارهاب الديني فترويج المخدرات بين الناس يعد ارهابا وانتشار الفاسدين ووصولهم للسلطة ارهاب.
 
وبين انه اذا تم احتواء هؤلاء الافراد وفتح المجال لمناقشتهم فكريا فانه يمكن احتواء جزء منهم. والاردن -بحسبه - قدم تجربة ناجحة في هذا المجال بفتحه المجال للجماعات المتشددة من العيش والاحتواء فكريا.