Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Feb-2019

تأبین بسام الهلسا: لا یمکن لمناضل عروبي أن یحیا في هذا الزمن بلا خیبات
عمان – الغد – استذكر كتاب ومثقفون وأصدقاء ورفاق، سیرة المناضل والمفكر الراحل بسام الھلسا، في حفل تأبین أقیم في نقابة الصحفیین أول من أمس.
فلقد جسد تجربتھ امام الحضور اللواء الركن واصف عریقات من فلسطین وصدیقھ الشاعر نضال الخفش والباحثة والكاتبة والمحللة السیاسیة حیاة الحویك عطیة وعضو مجمع اللغة العربیة الأردني ھمام غصیب والادیب سعود قبیلات، وضرغام الھلسھ وسعود عیاش وعتبة تیسیر السبول وشقیق الراحل ثائر الھلسا، لترتسم صورة الراحل الثائر والعروبي والادیب والباحث والانسان في كلمات رفاقھ.
من قال أن الكلمات تعجز عن بعث الحیاة في شخوص كان لھم الأثر في قضایانا العربیة، فالحیاة لیست في الروح فقط التي ھي شأن خالقھا، بل إنھا في الصورة التي لا تنقص في أعین
الأصدقاء والأھل، والذكرى الطیبة. فیقول اللواء الركن واصف عریقات عن الھلسا بأنھ ”من الفلسطینیین الذین التحقوا بحركة فتح فقدموا لھا وأغنوھا وأغنوا بھا، وھو من المناضلین التاریخیین الذین شھدوا معظم مراحل الكفاح“.
ویرسم في الأذھان صورة الھلسا في ذلك الزمن قائلا ”حظي المرحوم بسام بمحبة المقاتلین
وثقتھم وتواجد معھم خلف المتاریس وساھم بتعزیز الروح القتالیة لدیھم وكتب بالبندقیة أجمل الاحداث ووثق یومیات القتال وجرائم الاحتلال“.
وطرحت الكاتبة والباحثة د. حیاة الحویك عطیة سؤالاً على روح الفقید مفاده ”ھل كنا حبوب القمح یا بسام؟ أم كنا معاً حراث الحقل؟ ھل نحن الحبوب أم المزارعون؟ ھل كنا رفقة الزرع الحراثین والحراس، وعندما أضرموا النار في الحقل والبیدر رحنا نلھث كي ننقذ السنابل؟“.
بسؤالھا تضع عطیة الید على الجرح الذي ملك جیل بسام، والواقع الذي عاشوه، فھم الذین رأوا الحلم العربي في أبھى حالاتھ وعایشوا سقوطھ ”وعندما أضرموا النار في الحقل والبیدر رحنا نلھث كي ننقذ السنابل“.
وتكمل عطیة تساؤلاتھا المفتوحة على جرح بسام الذي لم یبرأ رغم رحیلھ ”ھل كان بسام غریباً
في زمن الرویبضة؟ زمن الضحالة وتسید التفاھة، وتحول أكثر الجھلة إلى أشباه لعلماء الكلام الذین یبرعون بالتأویل والاجتھاد وفق ما یقتضیھ سادة الفساد والمزادات العلنیة“.
لا یمكن للعمق والمعرفة أن یجتمعا مع الخیانة، ولا یمكن لمناضل عروبي أن یحیا في ھذا الزمن بلا خیبات، وھذه الخیبات ھي التي طالت قلب الھلسا.
”إلى روح بسام التي أشعر أنھا ترفرف في ھذه اللحظة على ھذا المكان الزاھر، بل على كل بقعة من بقاع وطننا الصغیر، ووطننا العربي الكبیر“، بذلك یبدأ عضو مجمع اللغة العربیة الأردني د. ھمام غصیب كلمتھ التي لم تخل من ذكر أبي الطیب المتنبي شاعر الھلسا الأثیر، بل واستعرض رسائل الھلسا التي اعتاد أن یرسلھا لأصدقائھ والتي تفیض بحسھ الوطني والعروبي، والتي انقطعت تماما نھایة العام 2018 ،عند انطفاء شمعة روحھ. أما الأدیب الأردني سعود قبیلات فإنھ یستل من ذاكرتھ كلمات واجھ بھا الھلسا الادیب الفلسطیني غسان كنفاني تفیض بالعتب والشوق، إذ یقول الھلسا لكنفاني في ذكرى استشھاده: ”كیف أمكنك أن تغافل الجمیع وتستشھد؟ ربما لم تُرد أن تزعج عائلتك وأصدقاءك..“
یرد قبیلات الكلام لصاحبھ، ویتوجھ للحاضرین قائلاً ”من المؤلم أن نضطر للحدیث عن إنسان حقیقي.. إنسان كان لھ نفس حرة وروح محلق ووجدان عمیق، بصیغة الماضي الذي انتھى ولم یعد موجودا ولن یعود أبدا“.