Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Oct-2018

السرقة في البادية الشمالية.. تقلق المواطنين - سامي الرحال العظامات

 الراي - تحتضن البادية الشمالية أكثر من 47 تجمعاً سكانياً ما بين بلدة وقرية بعدد سكان يتجاوز 180 ألف نسمة يعمل غالبيتهم في القطاع الحكومي والأجهزة الأمنية، ونسبة منهم يمتهنون الزراعة وتربية الماشية.

وبحسب مصادر وزارة التخطيط فإن البادية الشمالية تضم خمسة مناطق جيوب فقر ما نسبته 80 %من عدد سكانها وهذا يتطلب من الحكومة جهود كبيرة لمحاربة الفقر والبطالة وإيجاد الحلول المناسبة.
ومع أن البادية الشمالية تكثر فيها المشاريع الزراعية النموذجية والتقليدية وكذلك بعض مشاريع التعدين وبعض الصناعات الخفيفة إلا أن غالبية العمالة في هذه المصانع يأتي بها أصحابها من خارج مناطق البادية وبالنسبة لعمالة المشاريع الزراعية فإن العمالة الوافدة وخصوصاً اللاجئين يستحوذون على ما نسبته 70 %من العمالة.
الأمر الذي يجعل من المواطن أو العامل في البادية الشمالية على دكة الاحتياط والحاجة الملحة ما أدى الى تفاقم العديد من المشاكل الاجتماعية أهمها السرقة التي جعلت من العيش في البادية أمر لايطاق للشعور بعدم الاستقرار.
السرقة مرض اجتماعي خطير لا يخلو أي مجتمع منه حيث يصيب المجتمعات الفقيرة أكثر من الغنية لأسباب عديدة أهمها ضعف الوازع الديني والثقافي والأخلاقي الأمر الذي تزداد فيه معاناتهم نتيجة لارتفاع نسبة البطالة.
السرقة خلال السنوات الأخيرة أخذت منحى خطيرا لا يمكن للمرء أن يتحمله في غياب الملاحقة القانونية وضعف التشريع القضائي الذي لا يرقى إلى مستوى الاقناع في الردع فالسارق لم يعد يخاف أو يهاب أي منزل يسرقه أو مصنع أو مزرعة حيث يعاني المجتمع من جميع أنواع السرقات وأحياناً في وضح النهار حيث لايخلو أي منزل أو مشروع إلا وتعرض للسرقة ناهيك عن مربي الثروة الحيوانية الذين يئنون تحت وطأة اللصوص حتى دور العبادة والمدارس لم تكن بمنأى عن السرقة.
أحاديث الناس وتساؤلاتهم كثيرة عن السرقة فمنهم يتساءل عن دور الأجهزة الأمنية وآخرون يذهبون إلى ضعف التشريع مطالبين بتغليظ العقوبة ويذهب البعض بالسؤال عن دور المجتمع المحلي.
كثير من الناس يعزون هذه الظاهرة إلى تفشي وانتشار المخدرات بشكل لم يسبق له مثيل، حيث يقوم اللصوص المختصين بسرقة الأغنام وبيعها إلى مروجي المخدرات بأسعار زهيدة لتتضاعف المشكلة بشكل خطير.
للأسف إن بعض القرى في البادية الشمالية يزيد عدد من يمتهنون السرقة فيها بنِسَب متفاوتة وهذا الأمر يعرفه القاصي والداني حيث يختص بعضهم بسرقة الأغنام والبعض الآخر يختص بسرقة الفواكهة والخضروات والزيتون وآخرين يختصون بسرقة المضخات والكابلات في المزارع والآبار الحكومية.
لدرجة أنهم عمدوا على سرقه محولات الكهرباء ذات الضغط المتوسط بقوه 250 ك / واط. المؤلم أن غالبية السرقات تتم بنجاح والقصص كثيرة حول هذا الموضوع :
من يتم ضبطهم و يتقدمون للمحاكمة لا يلبثون ساعات أو أيام قليلة ويخرجون بكفالة أو بدون كفالة نتيجة ضعف البينة القانونية مع أن الأدلة كلها تثبت تورطهم.
المواطنون لا ينامون ليلهم وهم بحالة طوارئ طوال الليل يحرسون أنفسهم من اللصوص في وقت لم يعهد مجتمعنا هذه الأفعال.
المجتمع يعاني والسؤال: متى تنحسر هذه الظاهرة وكيف يمكن علاجها؟!
sami.aladamat1@gmail.com