وضوح الرؤية الملكية ازاء ملفات وازمات المنطقة اسهم في القاء المزيد من الضوء على ما تعانيه دولها وشعوبها من تداعيات هذه الازمات التي يجب عدم اهدار الوقت في سبيل ايجاد حلول سياسية جادة وعملية وواقعية لها وبخاصة القضية الفلسطينية التي اعاد جلالته التأكيد على أهمية تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين استنادا الى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية،

وبما يفضي الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لتعيش بأمن وسلام الى جانب اسرائيل مؤكدا جلالته بوضوح ان التوصل الى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية سيؤدي بالتأكيد الى تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة بأسرها.

ولم تغب الازمة السورية عن لقاءات جلالته بقيادات الكونغرس الاميركي وبخاصة عندما لفت جلالة الملك الى ان الاتفاق الثلاثي بين الاردن والولايات المتحدة وروسيا، لوقف اطلاق النار وتأسيس منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا، من شأنه ان يسهم في ايجاد البيئة الملائمة للتوصل الى حل سياسي للازمة عبر مسار جنيف في الوقت ذاته الذي دعا فيه جلالته واكد على ضرورة تكثيف التنسيق والتعاون الدولي لمواصلة جهود الحرب على الارهاب ضمن منهج شمولي.

لقاء جلالة الملك برئيس الدبلوماسية الاميركية ريكس تيلرسون، اكتسب أهمية اضافية وبخاصة انه يأتي في اطار التنسيق والتشاور بين البلدين تجاه مختلف القضايا وتأكيد جلالته والوزير الاميركي على أهمية دعم الجهود المبذولة للتوصل الى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة وبما يعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.

زيارة العمل الملكية لواشنطن واللقاءات التي اجراها جلالته مع طيف واسع من اركان الادارة الاميركية وقيادات الكونغرس الاميركي اسهمت في تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وفتحت آفاقاً جديدة لتعزيز سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين وتجديد مذكرة التفاهم المتعلقة بالدعم الاقتصادي للمملكة للاعوام المقبلة، كذلك تطرقت الى البرامج والاصلاحات الاقتصادية التي ينفذها الاردن لتعزيز منعة الاقتصاد الوطني في مواجهة التحديات التي فرضتها أزمات المنطقة.

جهود جلالة الملك الحثيثة والمباركة لخدمة المصالح العليا الاردنية تتجلى في الاحترام والتقدير برؤى وقراءات جلالته الواقعية والمعتدلة والمنحازة للحوار والسلام ورفض الارهاب وعدم التفريط والتنازل عن الحقوق العربية المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والقانون الانساني الدولي.

 

رأينا