Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2018

التعسف في عقوبات التوجيهي - فايز الفايز

الراي -  يعد الرئيس الأميركي لندون جونسون 1963–1969 ثامن ثمانية رؤساء للولايات المتحدة الأميركية لم يتلقوا تعليما جامعيا، وكان الرئيس الأشهر جورج واشنطن قائد الثورة الأميركية والرئيس الأول لأميركا هو الأول بينهم، فيما لم يُضر الرئيس الثاني للولايات المتحدة جون آدامز أن يكون نائبا للرئيس واشنطن، رغم أنه محام درس في هارفرد التي خرّجت سبعة رؤساء آخرهم جورج بوش الإبن، وهذا يدلل على أن الفرصة الحقيقية يمكن أن إلتقاطها وهي هاوية الى قاع الفشل، االله الذي توعد عباده بالعذاب فتح لهم باب التوبة والصفح لينالوا الثواب، فكيف بأبنائنا الذين يواجهون عقوبات قاسية بالحرمان من إمتحان الثانوية لدورتين أو أربع دورات رغم أنهم لا يحلمون برئاسة أميركا. للأمانة، فقد أثمرت الإجراءات التي إتخذتها وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الماضية بقيادة الوزير السابق الدكتور محمد الذنيبات عن إعادة الهيب لإمتحان الثانوية العامة» التوجيهي»، وكانت الإجراءات القاسية ضرورية جدا ومبررة عقب إنحدار شديد في أخلاقيات الطلبة الذين تفشى داء الغش بينهم في السنين السابقة حتى وصل الأمر الى حملة شهادة دكتوراه لايعرفون كتابة صفحة واحدة دون أخطاء، ولمسؤولين صغار لا يعرفون شيئا في الإدارة،وعلى ذلك قس في كل النواحي.

 
اليوم يقود وزارة التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز الذي ينتمي الى مدرسة مختلفة في الإدارة،وقد نختلف مع الوزراء و نتفق معهم حسب معطيات الواقع، ولكن التسهيلات التي تقدمها الوزارة اليوم للطالب لم تترك مجالا للطلبة والأهالي من تبرير أي مخالفات خلال الإمتحان أو التقاعس في مراقبة الأبناء الذين نعول عليهم النهوض بواقعنا المزري نحو الأفضل ولمصلحتهم، ولكن تبقى العقوبات القاسية ضد عدد قليل من الطلبة مشكلة تؤرقنا جميعا إبتداء من الطالب نفسه وحتى الوزير.
 
إن الإبقاء على ما أسميه « قانون الطوارىء التربوي» جاء في فترة معينة لمعالجة مشكلة محددة، ولكن اليوم بعد نهاية إمتحانات الدورة الشتوية علينا أن نقرأ الواقع ، حيث تقدم 176 الف طالب،تم ضبط 278 طالبا فقط حاولوا الغش أو ضبطت معهم قصاصات ورقية، وهذه الإحصائية تدفعنا جميعا الى الشعور بالراحة والثقة بأن الرسالة وصلت الى الطلبة وأهاليهم بضرورة إعتمادهم على عقولهم لا أوراق منسوخة، وفي المقابل لا يمكننا أن نوافق على أحكام الإعدام للفرص لمن تم ضبطه ، فهو صاحب حق في التوبة والفرصة الثانية لإحياء الروح المعنوية عنده للإستمرار في التعليم لا الذهاب نحو طوابير المتسكعين، وقوارع الطرق وبؤر الجريمة.
 
لقد استمعنا عبر إحدى الإذاعات للدكتور نواف العجارمة مدير إدارة الإمتحانات في وزارة التربية والتعليم، وقد قدم تصورا رائعا لرؤية الوزارة للتسامح والصفح من خلال الأنظمة حسب التعليمات،ومن خلال لغته المتمكنة نجد أن باب الإجتهاد لا يزال مفتوحا،والرؤية المستقبلية لمآلات الميكانيكية التعليمية تستدعي أن نمسح تلك النقاط السوداء عن زجاج الرؤية النظيف لا أن نحطم الزجاج لنزيد التكلفة، فإذا ما إعترفنا بأن التلاميذ الصغار هم زجاج نوافذنا التي نرى المستقبل منها، فلكم أن تتخيلوا المستقبل المظلم إذا لم يستكمل الجميع دراستهم على مقاعد المدرسة والجامعة والعلوم الجديدة.
 
وللمسؤولين نقدم تذكيرا سريعا من الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك حيث جاء فيها: «إنه لم يعد من المقبول، بأي حال من الأحوال، أن نسمح للتردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث والتطور في العلوم، أن يهدر ما نملك من طاقات بشرية هائلة. إن قطاع التعليم هو قطاع استراتيجي ومن غير المقبول أيضا، بل من الخطير، أن يتم الزج بالعملية التعليمية ومستقبل أبنائنا وبناتنا في أي مناكفات سياسية ومصالح ضيقة»، إنتهى الإقتباس، ونعيد التذكير بالإنتقاد الواضح لجلالة الملك مؤخرا للوزارات والمؤسسات والمسؤولين الذين لم يتعاطوا أصلا مع الرؤية التنفيذية للملك نحو إصلاح الواقع التعليمي ومنه منح الفرصة الواحدة بعد الأخرى للشباب والمراهقين ليتسلقوا سلم المستقبل وليس إحباطهم وإفشالهم.
 
من هنا ندعم وزارة التربية والتعليم وتوجهات الوزير الرزاز للتسامح ومنح فرصة جديدة قد لا تتكرر لمن يحاولون ممارسة الغش، فيما الفرص لغيرهم من الطلبة مفتوحة لعدة دورات قادمة،وعلينا أن نراعي الأثر الإجتماعي والأسري حيث المصاريف المالية العنيفة تعصف بالجميع وليس الدروس الخصوصية أولها، والجميع ينتظر تغيير النمط التعسفي في عقوبات الإمتحان.