Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jun-2018

دعونـا نرتقي - سالم محمود الكورة

 الراي - ظهرفي الاونة الاخيرة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بشكل لافت عبارات وجمل لم تكن تظهر سابقا تخالف طبيعة المجتمع الأردني وهي (دولة فلان من اصل شامي ومعالي فلان فلسطيني وفلان عراقي وفلان يمني...الخ).

فقد امتازت بعض المواقع والصفحات بحالة من الهستيريا المقززة احيانا كلمات وعبارات نابية احيانا تخرج لتلوث المواقع الاجتماعية وتعمل على تشويه الصورة الجميلة التي يتمتع بها المجتمع الاردني باطيافة وشرائحه فلماذا وصلنا الى هذه الدرجة؟ هل هي البيئة ام الظروف المحيطة بنا ام الوضع الاقتصادي الذي جعلنا نخرج عن المألوف ونعلنها حربا شعواء على النفس وعلى المنطق، فهي كلمات وعبارات تثير الاشمئزاز والتوتر وانقلاب على الذات احيانا.
فهذا هو الاردن بتركيبته الاجتماعية والتي اراها جميلة ورائعة من منظوري الخاص والتي لانستطيع ان ننكرها شئنا ام ابينا، وهذا هو نسيجه من شتى الاصول والمنابت كما قال المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه االله فهناك القادم من سوريا والقادم من فلسطين والقدم من القوقاز والعراق واليمن جاءوا نتيجة ظروف قاهرة اجبرتهم الخروج من اوطانهم فالحروب والمعارك الضارية في بلدانهم جعلتهم يلجأون الى الأردن ووجدوا فيه الامن والامان والطمأنية لهم ولاسرهم فموقع الاردن الجغرافي جعل منه البوابة الاولى
لاستقبال الاخوة القادمين اليه.
هذا الخليط المتجانس في تركيبة المجتمع الاردني خلق روح الاخاء والمحبة في المجتمع فكون اسرة واحدة
بمجتمع واحد بعاداته وتقاليده واعرافه، فهذا التجانس شكل تنوعاً ثقافياً وفكرياً في المجتمع، فلهم الشكر والتقدير على ما قدموا من انجازات في بناء وتطوير الاردن، فالقادم من الشام اتى بفكره وعلمة وحرفته وايضا القادم من فلسطين اتى بما اتى به الشامي والبغدادي واليمني فهذا لانستطيع انكاره من خلال المواقع الاجتماعية، فدورهم الرائع الذي قاموا به ساهم في نهضة المملكة الاردنية الهاشمية وتطورها في شتى المجالات العلمية والاقتصادية والصناعية فلا نجلد الذات وننكر ما قدم هؤلاء ونظلمهم فهم أردنيون حملوا الجنسية الأردنية وتمتعهم بجميع الحقوق والواجبات فلكل مجتهدا نصيب.
فلما هذا شامي وهذا بغدادي ففي الدول العظمي تجد الرئيس من اصول افريقية او غيرها فنتذكر الرئيس الاميركي اوباما فهو من اصول افريقية وانتخب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية فلم تكن هناك مغالطات وحكايات تؤدي الى التوتر فهو امريكي انتخب رئيسا للولايات المتحدة، فتجد مسؤولين في اوروبا واميركا استلموا مناصب كبيرة وفاعلة في الدولة واصولهم مختلفة منهم من الباكستان والهند ودول المغرب العربي كما في فرنسا .
فهذا الرقي في التعامل مع البشر بغض النظر عن اللون والعرق والديمقراطية الحقيقية الحرة في تلك البلدان جعلت اوباما يصل الى البيت الابيض، فلناخذ الحكمة من دول العالم التي وصلت الى القمة في المحافل الدولية مثل اميركا كندا بريطانيا فرنسا...الخ .
فدعونا نرتقي ونخرج من النفق المظلم وننبذ العنصرية بشتى اشكالها وانواعها فهي فتنة لعن االله من اشعلها، والتي تؤدي بالمجتمع الاردني لاسمح االله الى التهلكة والتمزق ونحن بحاجة الى ان نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المملكة. حمى االله الاردن وحمى مليكه وشعبه الابي بشتى اصوله ومنابته.
* اللجنة الملكية لشؤون القدس
salkora@yahoo.com