Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Oct-2021

الطريق إلى نكبة ثانية

 الغد-هآرتس

 
بقلم: شيرين صعب والتيسور سيغال
 
“أنتم توجدون هنا بالخطأ. لأن بن غوريون لم يقم بإنهاء العمل ولم يقم برميكم في العام 1984″، هذا ما قاله عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش لاعضاء الكنيست العرب اثناء النقاش حول اقتراح مشروع الأساس: الهجرة، الذي دفعه قدما عضو الكنيست سمحا روتمن من حزبه. “هذه هي الحقيقة”، كرر سموتريتش قوله.
من الصعب تقليل أهمية هذه الأقوال. “الأمر لم يعد حربا بين روايتي “العودة إلى صهيون والحق التاريخي” ورواية “النكبة”، بل تبني الرواية الفلسطينية. ولكن إضافة إلى ذلك يوجد هنا أيضا فقدان لكل اخلاق. دون أن يرف له جفن، سموتريتش يريد محو وجود الفلسطينيين في فضاء دولة إسرائيل. ولكن يجب علينا طرح سؤال بسيط: كم هي المسافة، من ناحية اخلاقية وعملية، بين أقوال سموتريتش وبين تجاهل رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، للمسألة الفلسطينية في خطابه في الأمم المتحدة، أو تجاهل تاريخ أبناء هذا الشعب في قانون القومية، وكأن البلاد هنا كانت فارغة عندما جاء اليها يهود الشتات؟.
المهم التذكر بأنه من بين من يركزون فقط على (إدعاء)”حق اليهود التاريخي” وبين من يدعون حدوث “خطأ تاريخي” لأنه لم يتم اقتلاع عائلات من بيوتها، هناك من يتبعون طريقا اخلاقيا مشوها مشابها – طريقا يعتبر البشر ممثلين في سلسلة تاريخية وليسوا مخلوقات من لحم ودم، لها روح وحقوق. ومن يعتمد على خطاب يستند الى ادعاءات تاريخية فان نهايته هي أن يذهب هو وابناؤه ليقتلعون أشجار الزيتون في بداية موسم قطف الزيتون، ويرون فقط “ارث الآباء” دون أن يكونوا قادرين على رؤية الناس الذين قاموا بزراعة الكرم وتنميته بعملهم.
لا يمكن مواصلة دفن الرأس في الرمال. يجب الاعتراف بالفم المليان بأنه من ناحية الخطوط الموجهة للايديولوجيا هناك تقارب بين اقوال سموتريتش وسياسة الحكومة تجاه الفلسطينيين. ورغم اللقاء بين أعضاء ميرتس ومحمود عباس في رام الله والصور التي وعدت بمستقبل زاهر، فان رسائل الحكومة الرسمية بقيت على حالها، المسألة الفلسطينية لن يتم طرحها على الاجندة وبينيت لا يهتم بحل المشكلة الاخلاقية الأساسية وهي سلطة الاحتلال العسكري الإسرائيلي على ملايين الرجال والنساء.
سموتريتش فتح صندوق بندورا الذي يمس لب المسألة الفلسطينية، النكبة وحق العودة. هناك علاقة مباشرة بين نشاطات الحكومة واسكات الضرر المستمر للفلسطينيين وبين أقوال سموتريتش، والاستنتاج هو أنه اذا كان هناك خطأ تاريخي لبن غوريون فربما حان الوقت لإصلاحه. لا يوجد هنا بشر يجب احترامهم، بل يوجد أمر تاريخي لاقامة الدولة اليهودية. وبناء على ذلك، يجب تطهير البلاد من العرب.
يجب أن نرى في اقوال سموتريتش قراءة للتوجه، هناك حاجة لنكبة ثانية. ربما ليس بأسلوب 1948، بل نكبة مهذبة أكثر، لطيفة أكثر، لكنها لا تقل خطرا عنها. برعاية الحكومة وبروحية قانون القومية فان سموتريتش وغيره يحصلون على امتياز التحريض ضد الناس وتجاهلهم. هكذا يتم بهدوء الموافقة على الواقع اليومي في الضفة، المذابح ضد الفلسطينيين وسرقة أراضيهم والمس بممتلكاتهم. وشيطنة الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر تنبع من الخط الموجه الذي بحسبه التاريخ هو أهم من واقعنا الحالي. سواء كانوا يتحدثون عن حق تاريخي أو عن إصلاح تاريخي، فان كل منهما يدفع إلى المس بحقوق الإنسان.