Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Dec-2017

كلمةُ أملٍ..بمناسة عَقد (قمّة القدس الإسلاميّة).. - الشيخ علي بن حسن الحلبي

الراي -  القدسُ أُولى قِبلَتَيْ أهل الإسلام، ومَسرى سيِّد الخَلْق والأَنام، نبيِّنا محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-. ومنزلتُها في قلوب المسلمين -أجمعين- في كلِّ مكان- عظيمةٌ وعاليةٌ؛ لأنها جزءٌ أصيلٌ مِن اعتقادِهم، وأُسٌّ مهمٌّ في دينِهم.

وفي التاريخِ عِبرةٌ ومَوعِظةٌ: فقد وقعتِ القدسُ تحت الاحتلالِ نحوَاً مِن مئةِ سَنةٍ -قبل بضعةِ قرون-، ثم
رَجَعتْ- بتوفيقِ المولى -سبحانه- إلى حِضْنِ الإسلام -مكاناً-؛ لتستقرَّ في أرواحِ المسلمين-مكانَةً-..
وكذلك-في الغدِ-بإذنِ االلهِ-ستعود-..وسيرجعُ إليها مجدُها التَّليدُ المفقود-بإذن الربّ المعبود-.
ولن يغيّر هذا الاعتقادَ الإيمانيَّ الإسلاميَّ الراسخَ قرارٌ أهوَج، أو سياسةٌ خرقاء، ولا تخاذُلٌ واهنٌ، ولا واقعٌ واهٍ... والله العزّةُ ولرسولِه ولِلمؤمنين ..
أقولُ هذا مُنطلِقاً مِن بين عَجيجِ آثارِ قرارِ الرئيس الأميركي(ترمب)-قبل أيّامٍ-نقلَ السفارة الأميركية إلى القُدس، والذي كان سبباً كبيراً- جداً-في توحيدِ مشاعرِ أكثرِ أَناسِيِّ العالَم على التوكيدِ على إجلالِ القدس، والإصرارِ على بيانِ عِظَمِ شأنها، وَكِبَرِ قَدْرِها-مِن العرب والمسلمين، والشرقيِّين والغربيِّين-كلِّهِم-.
وبمناسَبة ذاك القرار الأميركيِّ الجائر: تنادى ممثِّلو ثمانٍ وأربعين دولةً عربيةً وإسلاميةً-بينهم ستةَ عشرَ زعيماً -على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء-لِعقد قمّة إسلامية طارئة: في الجمهورية التركية المسلمة؛ مدارَسةً لذلك القرار الغاشم، وآثارِه، ومخلَّفاته.
وكانت أهمَّ قرارت هذه القمّةِ إجماعُهُم القويُّ الصَّريحُ، على أنَّ: (القدس عاصمة فِلَسطين).
وممّا صَدَعَ به وليُّ أمرِ بلادنا الأردُنِّية الهاشمية المباركة، الملك عبدُ االله الثاني ابن الحُسين-حفظه االله، ورعاه-قولُه: (حقُّنا في القُدس أبديٌّ وخالدٌ)، وقولُه: (محاولات تهويد القدس ستفجّر المزيد من العنف والتطرُّف)..
نعم-وهذه نقطةٌ دقيقةٌ وواعيَةٌ-؛ لأنّ التطرُّف -أكثرَ ما يَنْشَأُ-مِن الشعور بالظلم-تارةً-، ومِن الجهلِ بحقائق شريعة الإسلام الهادِيَةِ- تاراتٍ-رُدودَ أفعالٍ غيرَ مسؤولةٍ- .
والسعيُ لإغلاق بابَيْ هذين البلاءَين مهمٌّ-جداً-؛ وذلك بالدأَب السياسيّ-مِن جهةٍ-وعلى مستوى القيادة-، مترافِقاً ذلك-ومُتَوافِقاً-مع التوعيةِ العلميةِ الشرعيةِ بمخاطر التطرُّف-مِن جهةٍ ثانية-وذلك بتمكين أهل التخصُّصِ الصحيح، والتجرِبة المأْمونة مِن مَنابرِ التوجيه، ومَنارات الإصلاح .
ولا يكونُ ذلك كذلك-على الوجه الـمَرْضِيِّ-إلا بالتكامل الجليل، والتواصُل الجميل بين فئاتِ المجتمع الواحد-أيِّ مجتمع-كُلٌّ بحسَب موقِعه، وقدراته، ومجالاتِه-مسؤولينَ ومواطنين-.
وما سبق -كلُّه-ذكَّرَني بِما تُنُوقل-ولا يزالُ-على هيئةِ الوثيقة -في الكتب والمقالات-وبين الفقهاء، والسياسيّين، والمؤرّخين-منذ عشرات السنين-ممَّا ورد في صحيفة «يديعوت أحرونوت»-اليهودية-، بتاريخ (1978/3/18 - (من قول الساسة اليهود-:«إن على وسائل إعلامنا أن لا تنسى حقيقةً مهمة هي جزءٌ من استراتيجية إسرائيل(!) في حربها مع العرب.
هذه الحقيقةُ هي أننا نجحنا -بجهودنا وجهود أصدقائنا- في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب-طَوالَ ثلاثين عاماً-، ويجبُ أن يبقى الإسلامُ بعيداً عن المعركة -إلى الأبد-.
ولهذا يجبُ ألا نَغفلَ -لحظةً واحدةً- عن تنفيذ خُطَّتنا في منع استيقاظ الروح الإسلامية بأيِّ شكلٍ، وبأيِّ أسلوبٍ...»!!
... لتَجيءَ هذه (القِمّةُ الإسلاميةُ)-القُدسية-ضربةً في الصَّميم..لذاك الاحتلالِ الغاشم، وهذا القرارِ الجائر-والدٍ وما وَلَدَ-؛ لِتربطَ القُدسَ - مِن جديد-بالإسلام، وعقيدةِ الإسلام، وبمشاعرِ-وشُعورِ، وشعائرِ-حُكّام العرب والمسلمين، وأهل الإسلام-أجمعين-؛ لينقلبَ السحرُ على الساحر.. حِكمة بالغة ..
ولا يجوزُ أن يَشْغَلَنا هذا التسارُعُ -في حيثيّاتِ القضية الفلسطينية-عموماً-، وفي قرارِ نقل السفارة الأميركية إلى القدس-خُصوصاً-عن الأصل الأساس-والأهَمّ-: أنَّ القدسَ-والتي هي الجزءُ الأغلى مِن فِلَسطين-لا تزالُ تحت الاحتلال، وأنّها تحتاج بَذْلَ الرِّجال، وتكاتفَ الأجيال، وجهودَ الأبطال..