Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2018

الإصلاح يبدأ بالانتخابات* رشيد حسن
الدستور - 
في تقديرنا..فان الاصلاح السياسي هو الاهم، ويشكل رافعة لكافة انواع الاصلاح.. الاقتصادي.. الاجتماعي.. المالي.. الخدمات..التشريعي.. الخ.
 وهذا الاصلاح –وكما ثبت من خلال التجارب والوقائع والحقائق- يبدأ بتشريع قانون انتخابات ديمقراطي متطور، يحقق العدالة والمساواة ويجسد التمثيل الحقيقي لكافة المواطنين، وأي تجاوز لهذه المعايير، يشكل افتئاتا على الاصلاح الحقيقي..
وبقراءة ما بين السطور..
فان كافة القوانين الانتخابية هذه محكومة بالصوت الواحد، ولا يخلو اي قانون منها على مدى الفترة المذكورة من قيود « الصوت الواحد»... الذي تصر عليه الحكومات المتعاقبة ، رغم عدم وروده صراحة في نصوصها.
وهذا هو سبب تراجع دور مجلس النواب، فمخرجات العملية الانتخابية لم تعكس الارادة الشعبية الحقيقية، بل فتحت ثغرات كثيرة في جدار هذه العملية، وسمحت بالتجاوز والعبث والتزوير في بعض الاحيان..
خطورة هذه القوانين وعلى مدى ثلاثة عقود، بانها لم تسهم بتراجع دور ومكانة وهيبة مجلس النواب، بل أسهمت في تراجع الحياة السياسية، وفي تراجع دور الاحزاب والتي ثبت انها لم تزل تحبو، ولن تقدر على المشي، لاسباب تراكمية : موضوعية وذاتية كثيرة..اهمها قانون الاحزاب نفسه..
ان عودة النقابات المهنية لممارسة دورها الوطني الطليعي، وعودة المسيرات يؤكد الحاجة لقانون انتخابات جديد، يتجاوز كافة الثغرات والسلبيات في القانون الحالي.
وبكلام أكثر تحديدا..
كثيرون سيغضبون من هذا الكلام، ولكننا نقول وبكلمة واحدة تختصر كل الكلام وهي: ان المجلس يجب ان يجسد ارادة وثقة الشعب الاردني..وفي حالة ثبوت العكس، فانه في هذه الحالة لم يعد يمثل ارادة الناخبين ما يفرض حله، واجراء انتخابات جديدة، بقانون جديد ديمقراطي متطور..
قد يتساءل البعض عن ماهية هذا القانون، ونحن وان كنا لا نملك تصورا محددا لاننا لسنا مختصين مثلنا مثل بقية المواطنين، فاننا نجزم بان الصوت الواحد هو سبب البلاء، ما يفرض استبعاده بالمطلق، والاستئناس بتجارب الدول الضليعة في الديمقراطية، وتخصيص نائب لكل عدد محدود من السكان مثلا. ففرنسا تخصص نائبا لكل خمسين الفا، واعتبار الاردن كله دائرة واحدة.. ما يضمن الى حد كبير تحقيق العدالة والمساواة..
باختصار..
الاصلاح السياسي يبدأ بتشريع قانون انتخابات جديد.. ديمقراطي ومتطور، ينسف كل معطيات «الصوت الواحد».. ويحقق العدالة والمساواة، ويجسد التمثيل الحقيقي لكافة المواطنين. ويشكل بداية لاصلاح سياسي حقيقي، والاهم يرمم ثقة المواطنين بالمؤسسة التشريعية.
والله من وراء القصد..