Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Dec-2017

عروس عروبتكم «يهودِيّة».. نِتاج ما قارفّتُموه - محمد خروب

 الراي - توشك مسرحية الأكاذيب العربية والإسلامية على الانتهاء.. ولم يعد ثمة ما هو خفيّ او في طريقه الى الانكشاف. سقَطَت الاقنعة كلها، وليس ثمة ورقة توت تستر عورات أنظمة ومنظمات وتنظيمات,( باستثناء الأردن والقليل القليل من الأنظمة العربية), واصلت الضحك على شعوبها حتى اوصلتها الى الدرك الاسفل, مهانة وإذلالاً واستباحة للحقوق الاساسية وفرض الصمت عليها، وانتهاكاُ للخصوصيات والحريات الشخصية والعامة, باعتبار كل هذه الإرتكابات اساسية وضرورية من اجل التصدي لمؤامرات اعداء الأمة والمتربصين بها(على ما تقول معظم الأنظمة)، فاذا بنا..

 
وبعد عقود من الاستباحة والفساد وكتم الانفاس, نكتشف ان الاعداء المزعومين، هم غير الذي ظنّت الشعوب العربية واعتقدَت, انهم مغتصبو ارضها ومنتهكو سيادتها, بل هم كل من يُنادي بالمواطَنة والحقوق الانسانية الاساسية وإشاعة العدل وتداول السلطة سِلمياً, والانتخابات الحرة النزيهة ومحاربة الفساد ومافيات النهب وتزاوج السلطة مع رأس المال, ودائما في عدم التفريط بحقوق الامة ورفض التنازل عن حقوقها التاريخية, التي بقيت مجرد عبارات ومصطلحات موجَّهة للإستهلاك الداخلي في خطابات زعامات ترطن بالعربية ، فيما تواصل»الزعامات» الغرَق في مسلسل التنازلات التي لا تنتهي, في الغرف المغلقة والمباحثات الثنائية وصفقات غيرها, ستكشف الايام مدى نذالتها وانخراطها في التآمر على شعوب الامة, كما بدأ «ارشيف الاصدقاء» في الغرب الاستعماري( الذين اوهمونا انهم حلفاء واصدقاء)، بكشف تواطئِهم واستعدادهم للإنغماس في مؤامرات قذرة ضد امتهم وحقوقها الثابتة والتاريخية.
 
عن نية تاجر العقارات وصاحب مصطلح «صفقة القرن»، التي باتت اكثر اسطوانات الاستسلام العربي الرسمي تداولاً «الإعتراف بالقدس سوق عكاظ الذي اندلعت مزايدات عرب اليوم.. عبرأثيره ووسائل إعلامه المُدجّنة، منذ ان اصاب معظمهم الهلع, إثر تواتر انباء اميركية «المُوحّدة» عاصمة لكيان العدو الصهيوني...لم تهدأ بعد.
 
وبدأ المرتجِفون الذين انكشفت بضاعتهم الرديئة وسياساتهم الاردأ, يُطلقون سيلاً لا ينتهي من التصريحات..الكاذبة إيّاها, التي تعيد انتاج فشلهم طوال اكثر من نصف قرن بدأت منذ التخلي عن لاءات الخرطوم الثلاث, ولم تنته لا مع التنسيق الامني وقبله نكبة أوسلو وكل ما سمي معاهدات السلام مع اسرائيل, مرورا بمبادرة السلام العربية التي لم يكن ثمة مبرر لطرحها اصلا, لكنها وقد طُرِحت وتم تبنّيها عربِياً وبحماسة منقطعة النظير، فإن اسرائيل بـ»معتدليها» وخصوصاً المتشددين منها، مدّت لهم لسانها الطويل, باستهتار وشماتة وقالت في غطرسة (تليق بها):إنها مبادرة لا تساوي الحبر الذي كُتبَت به, وهي «بضاعة» لا تُلبّي مطالب الدولة الفاشية. وراحت تتعاطى معها وكأنها لم تكن (ولن تكون.. حتى لا يخدَعَنَ احد نفسه) .. وخصوصاً بعد ان قال عرب اليوم» أن السلام خيارهم الإستراتيجي. فبادلهم العدو التاريخي القول باستعلاء: أن قَدَرَه العيْش على حدّالسيف, والإستعداد الدائم للحرب التالية».
 
واصل ساكنو البيت الابيض تسويق اوهام السلام على عرب وفلسطنيي اليوم, منذ ان صدّقوا انفسهم بانهم باتوا تحت رعاية اليانكي الاميركي في عهد الرجل الوسيم كلينتون, مرورا بدمية المحافظين الجدد الذي كتب ورقة الضمانات»إلإستيطانيّة» لإسرائيل شارون, مكافأة له على مجزرة السور الواقي وإعطاء الضوء الاخضر للتخلص من عرفات (جورج بوش الابن), وليس انتهاء بالكلمنجي الكبير اول رئيس اميركي اسود ابتهج العرب بخطابِه المسموم في جامعة القاهرة, الى ان انتهى كأكثر رؤساء اميركا في تاريخها, إسهاما في أمنِها ونفحِها مساعدات خيالية,أمنِية وعسكرية واستخبارية وتمرير ثماني سنوات من جهود كاذبة عن سلام لم يتحقق, ليقول لنا ووزير خارجيته كيري في نهاية عهده: «ان مشكلة الشرق الاوسط (...) مّعقّدة وصعبة الحل»..
 
جاء دونالد ترمب، محاطاً بـ»سرايا» من المستشارين والموظفين الكبار جلّهم من اليهود, الذين يؤمنون بمقولة جابوتنسكي: «للأردن ضِفتان.. هذه لنا وتلك ايضا» وتسلّم صهره اليهودي داعِم المستوطنات والمتبرّع الدائم لها جارد كوشنر.. «الملف», محاطا بسفير يهودي يعتمر القبّعة المنسوجة ديفيد فريدمان,ومعهما اليهودي جيسون غرينلات محامي عقارات ترامب, والى جانبهم دينا باول، المصرية الأصل التي «احتفظ» بها ترمب ومنحَها وظيفة مساعد مستشار الامن القومي الاميركي, رغم انها كانت الذراع الأيمن لهيلاري كلينتون في وزارة الخارجية.
 
سوّقوا علينا اوهاما كثيرة وكبيرة, وروّجوا لصفقة عار اسموها «صفقة القرن» بقِيت سرا في الادراج، الى ان بدأوا بتسريبات وسيناريوهات لا تحقّق، اذا ما طُبِقت ووجدت من يقبلها و»يوقّع» عليها.. سلاماً ولا تلبي حقوقا بل تفرض استسلاماً موصوفا,ً وتلقي بالقضية الشعب الفلسطيني في المجهول, وتضع دول الطوق (ان كان ثمة طوق بعد) امام تحديات واستحقاقات نحسب انها تؤسِّس لحروب أهلية لا تنتهي.
 
وضعوا مسألة نقل السفارة الاميركية الى القدس في صدارة جدول اعمالهم، ولأنها تحصيل حاصل.. ارادوا ان يحسموا الصراع بضربة قاضية, فذهبوا للإعتراف بالقدس «الموحّدة» عاصمة لاسرائيل، وما تبقّى سيكون مجرد تفاصيل, ولم يُقلقهم او يكبح من سرعتهم, تهديد عرب اليوم بـ»قمة عاجلة», حتى لو انضم اليها قادة انظمة تُوصف.. اسلامية، ما بالك لو اجتمع وزراء خارجية العرب في شكل مستعجل واصدروا بيانا يكشف ضعفهم اكثر ممّا يؤشر الى قوة او امتلاك اي ورقة, قد تُخيف ترمب او تردعه؟ أرأيتم كيف اوصلونا، الى كل هذه المهانة والخضوع والإنحطاط؟.
kharroub@jpf.com.jo