عمان -الغد- تمثل السجون في الولایات المتحدة -بنزلائھا البالغ عددھم أكثر من ملیونین- عالما موازیا یكتسي الأدب فیھ مكانة كبیرة لدى السجناء والسجون، حتى أن إدارة سجن بولایة میشیغان حكمت على الكاتب كرتیس داوكینز دفع نصف أرباحھ من بیع أحد كتبھ لتغطیة تكالیف سجنھ، بحسب (الجزیرة نت).

وفي تحقیق لھا بصحیفة لوموند الفرنسیة روت الصحفیة كلیمانتین جودزال القصة المثیرة للسجین الذي أنجز عملا أدبیا حصل من خلالھ على مبالغ مالیة كبیرة، وفرض علیھ نظام السجون الذي یثمن الأدب دفع أموال طائلة مقابل تكالیف سجنھ.

وقالت الكاتبة إن السجون الأمیركیة خرجت من داخلھا إنجازات أدبیة مشھورة مثل قصة ”في بطن الوحش“ (1981 (بتألیف مشترك بین جاك ھیري وأتوب ونورمان میلو، وكذلك تحقیق الصحفي تد كونوفیر تحت عنوان ”في معطف حارس السجن“ الذي نشر في نیسان (أبریل) من العام الماضي.

ویدخل كتاب داوكینز ”الفندق ذو القضبان الرمادیة“ بھذا السیاق، وھو یروي الحیاة الیومیة لمؤلفھ الذي حكم علیھ بالمؤبد في العام 2005 بعد قتلھ رجلا بالرصاص خلال عملیة سطو.

وتخبرنا الكاتبة أن داوكینز متزوج وأب، تخرج من دراسات الفنون وھو مدمن مخدرات، وقد بدأ الكتابة مباشرة بعد دخولھ السجن، حیث كان یستعمل آلة طباعة أرسلھا إلیھ والداه، وتكفلت أختھ بنشر ما یكتبھ في مجلات أدبیة.

وفي العام 2016 قام رئیس تحریر مجلة ”بول“ بتنبیھ وكیلة أدبیة مشھورة على القیمة الأدبیة الرفیعة لقصص السجین القصیرة، وعندما قدمت تلك النصوص لدور النشر تم التعاقد معھا فورا، واستلم الكاتب مبلغا كمقدم یبلغ 150 ألف دولار، وأشادت الصحافة المھتمة بالنقد الأدبي بتلك القصص القصیرة.

وعندھا -تقول الكاتبة- رفعت وزارة المالیة بولایة میشیغان دعوى قضائیة ضد داوكینز مطالبة بنحو 90 % من الأرباح التي یكسبھا من القصص لتغطیة تكالیف حبسھ، خاصة أنھ في بعض الولایات یسمح القانون باقتطاع جزء من أموال السجناء لتغطیة جزء من تكالیف حبسھم.

ورغم أن السجین قد كتب في مذكرة تفید بأن كل ما سیكسبھ من ھذه القصص سیتم التبرع بھ لصالح تعلیم أطفالھ، فقد دخل في نزاع قضائي مع قطاع السجون في الولایة دافع عنھ خلالھ المحامي المتطوع بیتر أیرون المعروف بتحمسھ لقضایا المساجین.

وفي الأخیر، وبعد تجمید حسابات داوكینز البنكیة، تم التصالح على تقاسم الأرباح ما مضى منھا وما سیأتي بین السجین وھیئة السجون.