Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jun-2019

طلابنا في جامعات السودان*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-كان بإمكاني تأجيل الحديث عن هذه القضية التي تواجه أبناءنا الطلبة كل مرة في الخارج، لا سيما مسألة الطلبة الأردنيين في السودان، لحين لقائي بمعالي وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي الدكتور وليد المعاني، للحديث عن أكثر من موضوع له علاقة بالوزارتين، لكنني أستعجل الحديث الآن على أمل أن يبدأ معاليه حديثه معي عن هؤلاء الطلبة، حين نلتقي إذاعيا اليوم..

لقد شهدنا أزمات مشابهة مع أكثر من جيل من الطلبة الأردنيين في عدة بلدان و «كلها عربية» تقريبا، حيث تعصف الأحداث السياسية في بعض البلدان العربية التي كانت مستقرة، واستقطبت بعضا من أبنائنا ليدرسوا في جامعاتها، ثم تم تقويض استقرارها لدواع خاصة بشعوب تلك البلدان، وسرعان ما انعكس تأثير هذه الظروف الاستثنائية على الطلبة الوافدين الى كل بلد يشهد أحداثا مماثلة.
من المعروف أن السودان الشقيقة تعرضت لموجات مما يسمى بالربيع العربي السيىء الذكر والصيت، وآخرها عصفت بالنظام السياسي القائم، ليتولى العسكر زمام إدارة الشأن العام، وقد كانت الجامعات السودانية قد بدأت بإغلاق أبوابها أمام الطلبة منذ أواخر تشرين الثاني الماضي، وحتى اليوم، وعلى الرغم من أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اتخذت بعض القرارات بشأن هؤلاء الطلبة إلا أن الموضوع 
ما زال يعتمد على أشقائنا السودانيين، ولا جامعات تفتح أبوابها ليتمكن الطلبة من مراجعتها وجلب ما يثبت أوضاعهم الدراسية فيها، وهي مسألة منوطة بالسودان ومن يتولى شأنها العام هذه الأيام، إلا أنها تربكنا نحن أيضا، وندفع ضريبتها من خلال تعطّل كثير من الأردنيين عن الدراسة أو استكمال اجراءات تخرجهم من هناك.
من بين الطلبة الأردنيين الذين يعانون مع الأزمة السودانية التي نتمنى لها سرعة الانفراج، فئة أكملوا كل متطلبات الدراسة في بعض الجامعات وبعض التخصصات، وقدموا كل امتحاناتهم النهائية، بل وتجاوزوا بنجاح لكن الظروف الطارئة هناك حالت بينهم وبين استكمال اجراءات التخرج والحصول على كامل أوراقهم الرسمية من جامعاتهم، وهؤلاء يحتاجون الى حلول خاصة لمشاكلهم فهي متعلقة بإحضار شهادات وأوراق فقط، للمضي قدما في شؤونهم، وهم مختلفون عن الفئات الباقية من أبنائنا الطلبة الأردنيين في السودان، فالبقية ما زالت على مقاعد الدراسة في تلك الجامعات، وقد تم اتخاذ قرارات من قبل التعليم العالي بشأنهم، علما أن المطالبات من كثيرين أن تتخذ وزارة التعليم العالي قرارات استثنائية بشأن هؤلاء، تسمح لهم باستكمال دراستهم في الجامعات الأردنية الرسمية وعلى برنامج التعليم الموازي، وضمن شروط القبول في جامعاتنا، واستثناء الحدود الدنيا التنافسية في كل جامعة، ويتم دمج هؤلاء الطلبة حتى لا يبددوا كثيرا من الوقت.
المطلوب الأكثر إلحاحا متعلق بمخاطبة الحكومة السودانية بأن تساعد طلبتنا في إنهاء معاملاتهم الرسمية في الجامعات السودانية، وأن يتم السماح لبعض الجامعات السودانية أن تقوم بهذه الاجراءات من عمان إن تعذر عليها القيام بها من السودان، وذلك أسوة بالذي حصل مع بعض الجامعات اليمنية حين انطلقت الأحداث المؤسفة فيها قبل سنوات، حيث قامت بعض الجامعات بارسال بعض مسؤوليها الى عمان وافتتحوا مكاتب مؤقتة لاستكمال اجراءات وأوراق الطلبة الأردنيين فيها..
نقترح هذه الاقتراحات لكننا نتمنى أن تستقر الأوضاع في اليمن والسودان وسائر الدول العربية الشقيقة وتعود بل تتحول الى أفضل مما كانت عليه قبل الأحداث المؤسفة، ولا يعني هذا أن ننتظر بدورنا فهناك الكثير من ابنائنا المغتربين للدراسة في هذه البلدان العربية التي نتمنى لها كل خير وأمن.