Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Nov-2019

حين نفتقد «العقلانية» نضل الطريق إلى الصواب*علي ابو حبلة

 الدستور-أمران لا يجوز أبداً ان نفتقدهما في هذه المرحلة الحرجة: أمر «العقلانية» لكل ما نفعله ونقوله، وأمر «الفاعلية» التي بغيابها سندفع إلى اليأس والخطأ والخسارة.

افتقدنا - للأسف - سلطة «العقل» فقادتنا حساباتنا السياسية ومشاعرنا وأهواؤنا الفصائليه وحماستنا وتعنتنا وتعصبنا إلى.مفترق طرق أفقدتنا البوصلة نحو اولويه الصراع مع الاحتلال ، وأصبح صراعنا مع أنفسنا يتصدر المشهد السياسي وبات الاولويه على صراعنا الاساسي.
فقدنا بوصلتنا وبات شعورنا أن بوصلتنا تسير في عكس الاتجاه، وأننا أمام طريق مسدود، ومن سوء حظنا أننا استسهلنا الاستغراق في هذه «الحالة» وها نحن نستسلم للاقدار التي لا نعرفها ولم يكن هذا الشعور «بالعجز» الا نتيجة لافتقادنا «الفاعلية» وتلكؤنا في استبصار الحقيقة، وانحيازنا الى مقاعد «المتفرجين».
أسوأ ما يطفو على سطح مجتمعنا اليوم وما يتغلغل داخله هو هذا الافتعال المقصود للخصومة السياسية المجردة من أدبياتها وأخلاقياتها، وهذا الإصرار الغريب على «تغييب» وعي الناس والتذاكي عليهم، والمسئولون عن ذلك هم مجموعة من «النخب» التي تصورت ان مرحلة «انعدام الوزن» تمنحهم فرصة ثمينة لإقناعنا (أو إيهامنا: لا فرق) بأن لهم وزناً في الشارع وبأنهم يتحدثون باسم قضايا الناس ويدافعون عنهم، فيما الحقيقة أن «مارد» الشعوب اذا انطلق من قمقمه وكشف المستور، وأصبح قادراً على التعبير عن ذاته ومصيره.. فانه قادر على تجاوز عقدة «القابلية» التي سوغها البعض وبتوا عليها «إمبراطورياتهم» النخبوية.
تفاصيل المشهد في شهوره الأخيرة تبدو مفزعة، فثمة من امتهن «الضرب» على أوتار الإصلاح لكي يأخذنا الى مسارات مغشوشة، وثمة من أعادنا الى «مربعات» داحس والغبراء من اجل البحث عن مقعد في الصدارة، وثمة من اختزل مشكلاتنا في مواجهة مفتوحة بين مكونات لها حضورها واحترامها، لكنها لا تمثل كل مجتمعنا ولا تستطيع بمفردها ان تحدد مصيره.
كل ما نعانيه في التفاصيل التي لا يسعدنا ان ندخل فيها جرى بسبب افتقادنا «للعقل» المرشد للصواب، وللفاعلية التي يمكن ان تحرك المياه الراكدة، فتطرد «الغثاء» وتدفع ما ينفع الناس الى الواجهة.
الآن، لا بد ان نستدرك المسألة، وان نستعيد الإمساك بالزمام، فلا مصلحة لنا في هذا «الشقاق» والتناوش، ولا جدوى من النقاش حول «كعكة» السياسة بعيداً عن قضايا الناس وهمومهم التي جرى تغييبها لمصلحة «ارضاء» البعض ، وقد ابتعدنا عن اولوية قضايانا وفي مقدمتها الصراع عن الاحتلال ومشروعه التهويدي والاستيطاني العنصري.
دعونا نفكر في عنوان «العدالة» مثلاً لكي نخرج من أزمتنا، فأمام موازينها يمكن ان نفتح ملفات الفساد، وملفات المواطنة والمظلومية، وملفات التعليم والوظائف والخدمات وهي قضايا داخليه بحته بتنا احوج ما نكون لها .. تصوروا أن كل خلافاتنا يمكن ان تحسمها كلمة «واحدة» هي «العدالة» وتصوروا ايضاً ان لدينا «عقلاء» يمكن ان يأخذونا الى السداد.. هل صعب علينا ان نجد ذلك «المفتاح» أو هؤلاء «الأحاد»؟ لا اعتقد ذلك، ولكنني اخشى ان تكون ثمة اطراف تدفع باتجاه آخر، كلنا نعرفه وندعو صباح مساء بأن لا نصل اليه. لاننا بتنا نخشى على وجودنا من خلال مسعى البعض ليقودنا الى ما لا تحمد عقباه الا وهو فلسطنة الصراع.