Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2019

نحن ومؤيدو السياسة الأميركية !*د. زيد حمزة

 الراي-يذهب المؤيدون لأميركا وسياستها في منطقتنا العربية إلى حد الغضب على من ينتقدها أو يوجه لوماً لها لانهم مازالوا يؤمنون بأمجادها في كل المجالات حتى بما قال السادات عنها ذات يوم (انها تملك في يدها كل اوراق الحل) رغم أننا لمسنا لمس اليد كيف اوصلتنا هذه الاوراق الى أسوأ النتائج بدعمها المطلق للاحتلال الإسرئيلي على حساب الشعب الفلسطيني.. اما بالنسبة لقضايا العالم الأخرى فما زلنا نشهد كيف تخنق اميركا بسطوتها آمال الشعوب المتطلعة مثلنا الى التحرر والعدالة الاجتماعية أما بفرض الحصار على هذه الدولة او تلك بدءاً بكوبا قبل ستين عاماً لان كاسترو رفض التبعية لها وليس انتهاء بفنزويلا منذ شافيز لنفس الاسباب او بتدبير الانقلابات العسكرية في تشيلي وسواها أو كما تحاول اليوم سراً أو علانية دعم الحكم العسكري الذي يترنح في السودان تحت ضغط الثورة المتفجرة هناك.

 
ويتجاهل هؤلاء المؤيدون ان في اميركا نفسها معارضين لسياستها الداخلية والخارجية كافراد أو منظمات أو نقابات فمثلا ما انفك المفكر الاميركي نعوم شومسكي يصف سياساتها الاقتصادية النيوليبرالية بالمعادية لمصالح الغالبية العظمى من مواطنيها، وفي آخر حديث معه أجراه ديفيد بارساميان في 28 تموز الماضي على موقع Truthout كشف النقاب عن علاقة هذه السياسة بارتفاع عدد ضحايا ما يسمى (الموت يأساً) بالانتحار والجرعات الزائدة من المخدرات حتى بلغت 150 ألفاً في السنة ! وبازدياد حالات العنف المنفلت جرّاء انتشار الاسلحة الفردية التي تدافع عن تجارتها مجموعة ضغط قوية متنفذة خصوصاً في الكونغرس حتى اصبح سكان الولايات المتحدة ويشكلون 4% من سكان العالم يقتنون 40% من مجموع تلك الاسلحة في الكرة الارضية!
 
وقال شومسكي إن جذور ثقافة السلاح الشخصي بدأت منذ عهود القسوة في التعامل مع العبيد وقتل الهنود، واستمرت متأثرة بعنف اميركا في حروبها الخارجية منذ تأسيسها اذ لا تتوقف في مكان إلا لتشتعل في آخر! ولهذه الثقافة ايضا علاقة بالركود الاقتصادي الذي بدأ في عهد ريغان بسيطرة المحافظين الجدد وأدى الى عدم المساواة بين طبقات المجتمع حيث يملك0,1% من السكان 20% من ثروة الولايات المتحدة، وحيث 1% منهم يملكون 40% من مجمل هذه الثروة أي ان حوالي نصف السكان هم في الجانب السالب من الاقتصاد أي مدينون! وينكر شومسكي الادعاء بان البطالة قد هبطت الى 3% فالارقام الحقيقية موجودة لدى وزارة العمل في واشنطن وتصل لاكثر من 7% أما المعلومة التي اوردها شومسكي وفاجأتني فهي ان معدل الاعمار قد انخفض في الولايات المتحدة بعكس ما تحقق في دول اوروبا الغربية واليابان وكندا واستراليا!
 
وبعد.. هذه هي أميركا التي يستغرب علينا مؤيدوها أن نتناولها بالنقد!