Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2018

التنمّر.. هوسٌ بوجوه متعددة! - ناديا هاشم العالول

الراي - كلما ابحر الواحد منا بقضايا حياتية أو عملية يتيقن أن معظم المشاكل المستعصية لها سبب او أكثر.. أسباب أوّلية.. بالمقدور حلها وبسهولة باجتثاثها من جذورها قبل استفحالها وتماديها لئلا تعكس نفسها سلبا على مسبّبيها وعلى المتلقّين من حولهم بالمجتمع و بالوطن وبالعالم بأسره..

فوضْع النقاط على الحروف ثم التوجّه لحل المشكلة يحتاج الى تجيير التفكير العميق المنطقي والرّيادي والتحليلي الناقد بعيدا عن شر السطحية المقلقة لكل المتعمقين فكريا والمستغرقين بمعاينة المشاكل بتفكير آخر أكثر عمقا «رابطا بين الحقائق» بأبعاده المتعددة من ثُلاثية فما فوْق... بالتفكير الناقد..!
فشتّان ما بين الصورة السطحية الأحادية البعد ونظيرتها التفصيلية ذات الأبعاد الثلاثية والرباعية!
جالت ببالي هذه الأفكار أثناء متابعتي احتفائية انشطة الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف المبني على النوع الإجتماعي برعاية سمو الأميرة بسمة رئيسة اللجنة الوطنية «حملة ال 16 يوما» (ما..تُسْكتوش ) المركِّزة على «التحرّش»- harassment،- فعلا قضايا ومشاكل اجتماعية لم تكن بارزة بوضوح على الساحة.. فالتحرّش هو الاستقواء على الأضعف بنظر «المتحرِّش»..»المستقْوي»..»المتنمِّر».. «المطارِد».. فهذه كلها تشترك بقاسم مشترك واحد وهي الاستهانة بالآخر والاستقواء عليه بطرق عدة نفسية جسدية بغية إخضاعه لغرض بنفسه ناجم عن عقدة او نقص يحاول المستقْوي – المستقْوية- ان يعوض عنها ذكرا او انثى.. ولكن بنسبة وتناسب!
نذكر منها قضايا العنف الأسري والمدرسي والعملي والتواصل الإجتماعي.. الخ وبخاصة موضوع التنمّر او التسلّط- bullying- بالمدارس لأنه يقلق الطالب (المتنمَّر عليْه) الواقع في فخ المتنمِرين، فيكره المدرسة ويزهد بالتعليم فيتعجب الأهل من عزوفه عن الدراسة بالرغم من جدّه واجتهاده السابقيْن اللذيْن تحوّلا بقدرة قادر الى كسل واكتئاب.. الخ.
فإن واتتْه الشجاعة وصارحهم، فقد تحَل المشكلة بمساعدة المدرسة التي يترتب عليها متابعة الموضوع بجدية لئلا تنقلب مصارحة الطالب وإعلانه عن المتنمرين bullies—ضده فينتقمون منه وهكذا!
الحل:
الحوار المفتوح بين الأهل والابناء والمدرسة، مع اجراء حوارات بين الطلاب كمسرحية تبيّن مضار التنمّر، ومتابعة قضايا التنمّر قانونيا ان لم يمتثل المتنمّرون لأوامر المدرسة ونواهيها بعد ان يتفهموا سلبيات تصرفاتهم التي تتفاقم لحد «الهوس» بالتنمّر « وهذا الحل يكون بعد وقوع المشكلة، ولكن «درهم وقاية خير من قنطار علاج» قبلا..كيف؟
التربية البيتية وتنشئة الأجيال على احترام الآخر، مميزين بين الحق والباطل، بين الحقيقة والخيال، وبين الخيال والوهم، جاعلين الأهل انفسهم نموذجا جيدا.. والتنمّر لا يكون فقط تسلّط طفل على طفل آخر، فقد يقع على الكبار فيتعرضون الى تنمر لفظي وسلوكي وجسدي..الخ.
لافتين النظر الى تسلّط آخر ناجم عن «هوس الإعجاب» يؤدي الى ملاحقة البعض من قبل متنمّرين مطارِدين stalker ، -مترجمِا البعض بالغلط تعاملا دمثا بأنه إعجابا، فإن كانت البنية التحتية النفسية لهذا الإنسان مخلخلة «هاتْ بعدها دبّرها،» فينسج خياله المريض اوهاما تجعله يتابع ويطارد على الصعد كافة مختلقا الأعذار لإجراء اي نوع من الاتصال والتواصل واللقاء.. وهكذا.
وكم شاهدنا بالأفلام بعض حالات عنف تتفاقم نتيجة عدم استجابة المطارَد لهوس المطارِد او المطارِدَة–stalker ..وهذا نوع معقد من التنمّر العاطفي المغلّف بالإعجاب الى حد إيذاء المعجَب به ان لم يمتثل لملاحقته! فعلا.. فالنفْسَ البشرية لهي وعاء عميق.. فحذار من العبث بها حذار!.
hashem.nadia@gmail