Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jan-2020

وقف الحرب التي أطلقتها واشنطن

 الدستور-بول كريغ روبرتس - «انفورميشن كليرنغ هاوس»

فلاديمير بوتين هو الزعيم الأكثر إثارة للإعجاب على المسرح العالمي. لقد برز من روسيا التي أفسدتها واشنطن وإسرائيل خلال سنوات يلتسين وأعاد تأسيس روسيا كقوة عالمية. لقد تعامل بنجاح مع العدوان الأمريكي - الإسرائيلي على أوسيتيا الجنوبية وضد أوكرانيا، وضم بناءً على طلب شبه جزيرة القرم المقاطعة الروسية إلى روسيا الأم من جديد. لقد تسامح مع الشتائم والاستفزازات التي لا تنتهي من واشنطن وإمبراطوريتها دون الرد بالمثل. إنه شخص تصالحي وصانع سلام من موقع قوة.
إنه يعلم أن الإمبراطورية الأمريكية تقوم على الغطرسة والأكاذيب وهي تفشل نتيجة ذلك اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وعسكريًا. وهو يدرك أن الحرب لا تخدم اي مصلحة روسية. قتل واشنطن لقاسم سليماني، القائد الإيراني الكبير، وهو بالفعل أحد القادة النادرين في تاريخ العالم، أدى إلى حجب الاضواء عن قيادة ترامب ووضعها على بوتين. لقد أعدت الساحة لبوتين وروسيا لتولي قيادة العالم.
قتل واشنطن لسليماني هو عمل إجرامي يمكن أن يشعل الحرب العالمية الثالثة تمامًا مثلما أدى القتل الصربي للأرشيدوق النمساوي إلى إشعال الحرب العالمية الأولى. بوتين وروسيا فقط بمساعدة الصين هما القادران على وقف هذه الحرب التي أطلقتها واشنطن. لقد أدرك بوتين أن قيام واشنطن وإسرائيل بزعزعة استقرار سوريا كان يستهدف روسيا. دون سابق إنذار، تدخلت روسيا وهزمت القوات المسلحة المدعومة من واشنطن، واستعادت الاستقرار في سوريا.
قررت واشنطن وإسرائيل، بعد هزيمتهما، تجاوز سوريا وأخذ الهجوم على روسيا مباشرة إلى إيران. تخدم زعزعة استقرار إيران كلاً من واشنطن وإسرائيل. بالنسبة لإسرائيل، يتسبب انهيار إيران في وقف دعم حزب الله، الميليشيا اللبنانية التي هزمت جيش إسرائيل مرتين ومنعت احتلال إسرائيل لجنوب لبنان. بالنسبة لواشنطن، فإن انهيار إيران يتيح للجهاديين المدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية إحداث حالة من عدم الاستقرار في الاتحاد الروسي. ما لم يذعن بوتين للإرادة الأمريكية والإسرائيلية، فليس أمامه من خيار سوى منع أي هجوم من واشنطن وإسرائيل على إيران.
إن أسهل طريقة تمكن بوتين من القيام بذلك هي الإعلان عن أن إيران تخضع لحماية روسيا. يجب إضفاء الطابع الرسمي على هذه الحماية في معاهدة للدفاع المتبادل بين روسيا والصين وإيران، ربما مع وجود الهند وتركيا كأعضاء. هذا أمر يصعب على بوتين فعله، لأن المؤرخين غير الأكفاء أقنعوا بوتين بأن التحالفات هي سبب الحرب. لكن مثل هذا التحالف سيمنع الحرب. لن يجرؤ المجرم المجنون نتنياهو والمحافظون الجدد الأمريكيون المجنونون، حتى وان كانوا في حالة سكر أو توهم، اعلان الحرب على إيران، وروسيا، والصين، والهند وتركيا إذا كانتا ضمن التحالف. هذا يعني موت أمريكا وإسرائيل وأي دولة أوروبية غبية بما يكفي للمشاركة معهما.
إذا كان بوتين غير قادر على تحرير نفسه من تأثير المؤرخين غير الأكفاء، الذين يخدمون في الواقع مصالح واشنطن، وليس المصالح الروسية، فلديه خيارات أخرى. يمكنه تهدئة إيران من خلال منح إيران أفضل أنظمة الدفاع الجوي الروسية مع أطقمها الروس لتدريب الإيرانيين والذين يعد وجودهم بمثابة تحذير إلى واشنطن وإسرائيل من أن الهجوم على القوات الروسية هو هجوم على روسيا. بعد فعل ذلك، يستطيع بوتين أن يصر على التوسط. هذا هو دور بوتين لأنه لا يوجد شخص آخر لديه القوة والتأثير والموضوعية ذاتها لمزاولة دور الوسيط.