Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2018

كي لا يتّسع الفتق على الرتق!!* محمد داودية
الدستور -
قيام دولة الرئيس الدكتور عمر الرزاز شخصيا، بعقد حوار مع ابنائه المحتجين، مساء امس، خطوة في الاتجاه الصحيح، تعبر عن اهتمام كبير ومسؤولية عالية واحترام رفيع لأبنائنا المحتجين.
دعوة الشباب الى رئاسة حكومتهم من اجل الحوار مع الرئيس الرزاز. قوبلت بفيض من الهياج والاحتجاج، لأنها فسرت كمحاولة لشق الصفوف !! علما ان «وحدة الصفوف» هي من مسؤوليات المحتجين الذين بوسعهم الطلب من الشباب، أن يذهبوا أو لا يذهبوا، ولهم أن يفرزوا الوفد الذي يمثلهم.
ان أبسط قواعد ادارة الحوار القابل للنجاح والقبول، والمؤمل أن يسفر عن نتائج قابلة للتنفيذ، تخرج الجميع من المأزق الذي استوجب عقد الحوار، يستدعي تفادي الكلام غير السياسي الذي لا يقبله أحد مثل «الخميس يوم مفصلي في تاريخ الاردن» ومثل «لا نتفاوض مع رئيس الحكومة والتفاوض فقط مع صاحب القرار» !!
هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن فتح باب الحوار هو مكسب كبير لأبنائنا المحتجين. وفرصة ثمينة يجدر الإمساك بها وعدم تبديدها بسبب اي نقص أو بسبب قلة الخبرة وضعف التحليل.
الكرة في ملعب الشباب. الذين في وسعهم ان يطلبوا من دولة الرئيس، الطلبات التي يعرفون أن زملاءهم لا يقبلون أقل منها. والالتزام بطلبات المحتجين الواقعية وبعضها ممكن تحقيقه بمكالمة هاتفية، وبعضها غير ممكن التحقيق. بعضها يحتاج إلى مال وبعضها يحتاج إلى جدول زمني وبعضها إلى تشريعات الخ.
تتمحور مطالب ابنائنا المحتجين حول الإفراج عن زملائهم المعتقلين واعادة النظر في قانون الجرائم الإلكترونية. وقانون ضريبة الدخل والعناية بالمناطق النائية وتوفير فرص العمل والتأمينات الصحية وحماية الطبقة الفقيرة وصغار الكسبة و ذوي الدخول «المهدودة».
لقد استمعنا في وقفات الاحتجاج السابقة إلى هتافات وطنية سياسية جميلة تحمل مطالب عامة طربنا لها ونعتبر المنادين بها ينوبون عن كل الأردنيين. وبأمانة سمعنا مؤخرا شتائم وذما يسيء إلى وجه حركة الاحتجاج الراشدة التي نفاخر العالم بها. والسباب والشتم كما يعرف السياسيون كافة، هو نقص في فن نحت الشعار وفي صياغة الهتاف. وهو ليس عملا سياسيا بكل الأحوال.
هم ابناؤنا وقد خرجوا للاحتجاج لأن الفاسدين الأنذال قد «بشعوا» في البلد ونهبوا مقدراتها. واوصلونا الى المآزق المتلاحقة الراهنة. وهم الذين يجب أن تنصب كل الجهود على جلبهم إلى العدالة.
اجتماع الرئاسة اجتماع خير. و وصفة أمن. ونقلة انفراج ضد النزق والفوضى.