Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Oct-2018

قصتان للعبرة وقصتان واقعيتان* د. فايز الربيع
الرأي - 
 
سرق ديك من عند عائلة، فظنت العائلة ان الأمر بسيط ولم يخبرا الأب، ثم سرق الخروف المميز، فأخبروا الأب، فقال ابحثوا عن سارق الديك، فظن الابناء ان الأب مهتم بالديك وغير مهتم بالخروف، ثم سرقت بقرة، فقال الأب ابحثوا عن سارق الديك فقال الابناء والخروف والبقرة، فقال الأب، لقد كانت سرقة الديك امتحاناً لكم، فلو وجدتم سارق الديك، لما تجرأ على الخروف والبقرة.
 
اما الثانية، فقد قصد رجل ذا ثياب بسيطة، وحصان هزيل، بيتاً في الصحراء، استضافة صاحب البيت ناظراً الى ملابسه وفرسه ذبح له دجاجة، ولم يهتم بفرسه، وفرش له فراشاً بسيطاً، وفي نفس الوقت دخل رجل عليه ثياب غاليه، وفرس مطهمة يبدو انها غالية، ذبحوا له خروفاً، واجلسوه على فرشتين، وتصادف تلك الفترة، غارة من لصوص على البيت، ساقوا الغنم والجمال، انبرى من اكل الدجاجة ووقف عند الدجاجات يحرسهن، ولم يقترب منهن احد لقد كان فارساً شجاعاً، قال اصحاب البيت يا هذا، مالك والدجاجات دونك الغنم والجمال، قال صاحبنا، انا أكلت الدجاجة وعلي حراستهن ومن اكل الخروف عليه ان يحرس الخراف، لان الفارس صاحب الحصان كان قد ركب حصانه وولى تاركاً صاحب البيت وأغنامه لمصيره.
 
اما الواقعية فهي سرقة الخادمات في الاردن جهاراً نهاراً، يضطر بعض الناس الى استقدام خادمة، تكلف عند الاستقدام اكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة دينار، وراتب اكثر من اربعمئة دولار مع السكن والأكل واللباس، وبعد ان تستقر بشهر أو اكثر اما ان تهرب وتلجأ للسفارة او ان تقوم شبكة الخادمات في عمان بتهريبها وتأمين عمل آخر لها، السؤال الموجة الى وزارة العمل والمكاتب والسفارة المعنية، ما هي حقوق من استقدمها، لا تأمين فقد تم إلغاؤه، وعليك ان تدفع تذكرة سفرها، ولا يجوز لك ان تفتش حقائبها وتكون قد سرقت العائلة، هل يحدث هذا في دول أخرى، اشك في ذلك، لابد من معادلة جديدة، تحفظ حق العامل فإذا لم يقصر رب العمل لا في دفع راتبها أو سكنها، ويعاملها معاملة طيبة، فماذا يعمل بعد هذه الخسارة، الخادمات يسرحن في جبل عمان، وفي البيوت وعناوينهن معروفة من المسؤول عن حماية المواطن الأردني.
 
والقصة الأخرى تتعلق بسرقات المزارع، يضع المزارع، مواده، وماتور الماء، على ان يأتي في الصباح ليباشر العمل، فيجد ما وضعه بالآلاف قد سرق، صحيح ان جهاز الأمن العام لم يقصر في البحث عند التبليغ، ولكن كما يقول المثل( دوّر على فطيم في سوق الغزالات) في كل منطقة يمكن ان تكون هناك دورية فقط تمر مروراً بين المزارع، ليشعر اللصوص انهم ليسوا بأمان، وعند القبض عليهم يجب ان لا يتم التنازل عن الحق لكي تكون هناك تربية لهم، ننتظر بعد صدور قانون العفو العام مزيداً من المشاكل مع هؤلاء الذين دخلوا السجون لمثل هذه الحالات فلنستعد لذلك.