Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jun-2019

السودان..*د. جلال فاخوري

الراي-منذ العهد النميري (جعفر النميري) اي منذ سنة 1969 والسودان يعيش حالة من الاستبداد والتسلط او لنقل الديكتاتورية حيث منذ ذلك الوقت والحكم في السودان هو للعسكر الذين يشددون القبضة خوفاً من الشعب والاحزاب والسودان فريد بين الدول العربية التي يتوالى بها الحكم للعسكر وهو حكم أقل ما يقال فيه أنه موت بطيء للحياة ليس في السودان فقط بل في كل بلد يحكمه العسكر حيث السجون وكم الافواه والتسلط باسم القوانين ونهب ممتلكات الشعوب وكلما يوحي بالحرية. فاستعراض بسيط للتاريخ والدول التي حكمها العسكر يلحظ المتطلع هذا التمييز للعسكر. فقد حكم النميري السودان ومن بعده البشير ثم العسكر الآن حكماً لا حياة فيه وهذا ما أعطى البشير فرصة اكبر حوالي (30 سنة) لحكم البلاد بيد من حديد مما عرض حكمه دوماً للانتقاد وحتى حكم عليه بأنه مجرم حرب من محكمة الجنايات الدولية وكان حريصاً في تنقلاته التي كان يخاف من أن يلقى القبض عليه وفي عهده تم سلخ جنوب السودان وإقامة حكومة سيلفاكير وهي حكومة موالية لإسرائيل ولو كان البشير حريصا على الوطن لما حصل ذلك ولما تبع طريق الديكتاتوري ولم يكن يرضى بتسليم الحكم للشعب او حتى إشراكه في الحكم مما وسم حكمه بالصبغة الديكتاتورية وباستثناء حكم سوار الذهب الذي لم يدم طويلاً والذي انسحب من الحكم بديمقراطية لافتة.

 
اليوم يستمر الحكم الاستبدادي في السودان على ايدي عسكر تأمل الشعب من خلال إنقلابهم على البشير نوعاً من الديمقراطية. جدير بالذكر ان الشعب السوداني فقير وعاطل عن اقامة المشاريع والاعمال باستثناء قلة قليلة لها صلات مشبوهة بالحكام.
 
فالديكتاتورية هي موت بطيء بالحكم لشعب يحب الحياة ويسعى للحرية ليرتقي إلى مستوى الشعوب الاخرى. السودان يمتلك البترول وكان يمكن للحكام ان يسعدوا شعبهم وهو غني بالثروة الحيوانية والزراعية ومعروف انه بلد السمسم والاغنام ومع ذلك فالشعب فقير ويمر به نهرا النيل الازرق والابيض اللذان يثريان الارض بالزراعة لكن الحكام لا يريدون لشعبهم ان ينهض بل يريدون ابقاءه دون المستوى المطلوب. الديكتاتورية اليوم في السودان تذبح الشعب بالعشرات كما حصل مؤخراً ولا يريدون الاستماع إلى زعماء مدنيين فالعسكر اليوم في السودان يظهرون كطغاة استبداديين ولايرغبون تسليم الحكم إلى المدنيين وطبعاً فإن اسوأ انواع الحكم هو الحكم العسكري الذي لايفهم الا لغة القوة.
 
ويقول الإعلام ان رئيس المجلس العسكري الجنرال عبدالفتاح البرهان كان مغموراً لا يعرفه الشعب السوداني واليوم يظهر رجلاً قوياً يستحوذ على السلطة. ويقول المثل الشعبي (ويل لشعب يحكمه جائع) ونحن نحترم إرادة الشعب السوداني كما نحترم العسكر الذين يحكمونه لكن الديكتاتورية مكروهة.