Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Feb-2021

ممثل مفوضية اللاجئين لـ«الرأي»: الجائحة خفضت تمويل الدول المانحة

الرأي - سائدة السيد - بعد مرور قرابة عام كامل على جائحة كورونا وما رافقها من تحديات انسانية واقتصادية وصحية مختلفة على جميع الأصعدة، تبقى انعكاساتها وتبعاتها على اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء بالأردن اكثر صعوبة لتراجع القدرة على الدعم والتمويل الكافي لهم، ومع قرب حلول 10 سنوات على ظهور «اللجوء السوري» في الاردن بالثاني عشر من اذار المقبل، تحدث ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن «دومينيك بارتش» في حوار خاص أجرتهالرأي معه، عن أبرز التحديات التي واجهها اللاجئون سيما طوال الجائحة من النواحي الصحية والتعليمية، ودور الاردن ومساندته لهم برغم الصعوبات، وحملة تطعيم اللاجئين، وخطة الاستجابة الدولية للدعم المادي من المانحين، والعودة وإعادة التوطين.

 
الشؤون الصحية وتطعيم اللاجئين
 
وأكد بارتش انه ومع بداية كورونا كان «هناك قلق من حدوث إصابات كبيرة داخل المخيمات، لكن نسبة الإصابات داخل المخيمات بالمقارنة مع خارجها كانت اقل، بسبب الحد من حركة الخروج والدخول من المخيمات، التي حدثت في البداية، أدى الى محدودية انتقال الفيروس، بالإضافة لشعور اللاجئين بالمسؤولية تجاه الأحداث كونهم تعرضوا فيما سبق لأزمات هددت أرواحهم».
 
وأضاف ان ما «سهل على اللاجئين وضعهم الصحي خلال الجائحة، هو شمولهم ضمن الحملة الوطنية للاستجابة للأزمة، من خلال احالتهم للمستشفيات وحصولهم على العلاج ووضعهم في مناطق العزل في حال ظهور أعراض عليهم أو اصابتهم».
 
وفيما يتعلق بتطعيم اللاجئين، قال بارتش ان «الحكومة الأردنية اكدت على حصول اللاجئين على لقاح كورونا كما سيحصل عليه الاخرون من الاردنيين وغيرهم، عبر التسجيل في الموقع الحكومي المخصص مباشرة، وذلك بوضع رقم المفوضية المخصص في شهادات اللجوء للحصول على موعد التطعيم، كما ارتأت وزارة الصحة بوضع مراكز داخل المخيم للحصول على اللقاح، بحيث شملت الاردنيين واللاجئين والعمال الوافدين وحتى الدبلوماسيين، وبناء على الشروط اللازمة».
 
وعن عدد اللاجئين الذين تلقوا اللقاح حتى الان، اشار الى ان «237 لاجئا في مخيم الزعتري حصلوا على اللقاح، منهم 143 حصلوا على الجرعة الثانية، وفي داخل مخيم الأزرق حصل 11 شخصا عليه، في حين كان اجمالي المسجلين في المنصة لتلقيه في مخيم الزعتري اكثر من 2000 شخص، استحق منهم 1200 بناء على المرحلة العمرية بالجولة الاولى، والـ 800 الاخرين سيكونون في الجولة الثانية، اما مخيم الازرق فبلغ عدد المسجلين في المنصة 827».
 
ولفت الى «تلقي اكبر لاجئة في مخيم الزعتري وعمرها 114 عاما لقاح (كورونا) وهي بصحة جيدة للغاية، حيث تعتبر اكبر لاجئة مسجلة حصلت على اللقاح بجرعتيه الاولى والثانية».
 
تداعيات كورونا على تدفق الدعم
 
وبالنسبة لبرامج المفوضية لمساندة الحكومة الاردنية وخطة الاستجابة الدولية للدعم المالي من المانحين واثر تداعيات ازمة (كورونا) على تدفقه ونسبة الالتزام، علق بارتش «منذ بداية دخول اول لاجئ كان واجب علينا مساندة الاردن، لانها سمحت بزيادة عدد سكانها وهذا من شأنه استهلاك بنيتها التحتية سواء في القطاع التعليمي او الصحي او الخدمات الاجتماعية».
 
وتابع بأن «الدعم الذي تحتاجه المفوضية اليوم هو ليس موجها للاجئين بشكل مختص، بل لاستمرارية دعم البنية التحتية الاردنية التي استضافت هذا العدد من اللاجئين»، مؤكداً ان «ازمة كورونا اثرت على الدول المانحة نفسها، وعلى اقتصادياتها وارتفاع البطالة وارهاق القطاع الصحي لديها»، مناديا «المجتمع الدولي باستمرار دعم الاردن كي يستطيع الاستمرار باستضافة اللاجئين».
 
تأثير الجائحة على تعليم اللاجئين
 
تعمل المفوضية حسب (بارتش) على «سد الفجوات التي سببتها الجائحة على تعليم اللاجئين، فقد كان التأثير كبيرا بفقدان حصصهم المدرسية وصعوبة متابعتها وحصولهم على التعليم المناسب، وعلى الرغم من المال القليل حاولت المفوضية توفير الكهرباء لساعات كبيرة ليكون هناك مساحة خاصة للطلاب لمشاهدة المنصات الحكومية وشحن هواتفهم والواجهة الذكية»، مبينا «عدم وجود التمويل الكافي لتوفير الانترنت والهواتف الذكية وغيرها».
 
وعلى الرغم من صرف المفوضية لمساعدات نقدية لـ 50 الف اسرة بشكل متكرر لم يتجاوز الثلاث مرات لأسر لم تكن يوما معوزة، لكن بسبب الجائحة اصبحت محتاجة للمال، الا ان هناك، كما ذكر (بارتش) اطفالا كثيرين تركوا مدارسهم بسبب عدم قدرة اهاليهم على توفير التمويل لتعليمهم، ووفق اخر احصائية للمفوضية فإن 41 % من اللاجئين فقدوا وظائفهم حتى منتصف العام الماضي.
 
ولفت الى «الصعوبات المالية الكبيرة، حيث ان المبالغ المتوفرة قليلة في حين توجد قطاعات متعددة كالصحة والتعليم والمساعدات النقدية والعذائية تحتاج للدعم، فالمسؤولية الاكبر هي في اختيار الاولوية لمن يستحقون هذه المساعدات»، متمنيا ان «يحصل الجميع على بيئة تعليمية مناسبة، لان هناك عدداً من اللاجئين استطاعوا الحصول على معدلات مرتفعة لكنهم لا يجدون فرصا كافية للحصول على تعليم جامعي، بسبب عدم توفر منح لهم».
 
العودة وإعادة التوطين
 
ورداً على سؤالالرأي حول برنامج إعادة التوطين وعدد اللاجئين السوريين الذين عادوا الى بلدهم، قال بارتش ان «العودة مرتبطة بالأحداث الدائرة في سوريا، فرغبة اللاجئين بالعودة لوطنهم تتغير مع تغير الأحداث والاخبار التي تصلهم من هناك، وبعضهم يرتبون أوضاعهم للرجوع الى دمشق او درعا».
 
واعتبر ان «برنامج إعادة التوطين لا يخدم الا اقل من 1% من اجمالي اللاجئين حول العالم، وهو ليس بالبرنامج الاختياري بقدر ما هو حق للاجئ الذي لا يتمكن من العودة مطلقاً لبلده في اختيار الاستمرار بالحياة في الأردن، وبالتالي يجب ان يكون لديه وطن بديل».
 
وأردف انه «في العام الماضي لم يغادر الاردن الا 800 شخص فقط من جميع اللاجئين، ولم يعد الى سوريا الا 3 الاف شخص على امتداد العام الماضي»، لافتاً الى ان «الادارة الاميركية السابقة قامت بشبه إغلاق لعملية التوطين، ما جعل إعادة التوطين قليلة جداً، في حين ان الادارة الاميركية الجديدة ترغب في رفع اعداد اللاجئين فيما يخص برنامج إعادة التوطين».
 
وبين ان «كثيرا من اللاجئين لديهم الحلم لبرنامج إعادة التوطين، لكن في الحقيقة لا يلبى هذا الحلم بناء على المساحة المتاحة، مركزاً على ان العودة هي اختيار للاجئ، وهو قرار مستقل بما يتوافق مع شعوره بالأمان والكرامة».