Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Apr-2018

لعبة البوكر العصبية لإسرائيل وإيران - بقلم: تل ليف - رام

 

معاريف
الغد- في جهاز الأمن يعتقدون بان إيران تواصل الاستعدادات المتقدمة نحو عملية انتقام ذات مغزى ضد إسرائيل. في هذا التوقيت فان المنشورات في وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس ليست صدفة وهدفها نقل رسالة لإيران بان إسرائيل تلاحظ الاستعدادات وتستعد لرد مضاد واسع النطاق، اذا ما نفذوا تهديداتهم والاستعدادات التي يقومون بها تمهيدا لعملية الثأر.
يمكن التقدير بان هذه الرسالة موجهة ايضا نحو روسيا والولايات المتحدة وتستهدف الاشارة اليهما بان الازمة الحالية أكبر من التوتر الذي نشأ في اعقاب الهجوم الامريكي في سورية، وانهما اذا لم يعملا على لجم الإيرانيين فان من شأن المنطقة أن تنجر إلى الحرب. ما نشر أمس ينبغي أن نراه كجزء من حرب نفسية تخوضها إسرائيل حيال إيران، في محاولة لحمل الإيرانيين على عدم العمل ضد إسرائيل ولتحريك الروس للتدخل ووقف قائد قوة القدس قاسم سليماني من جر المنطقة إلى الحرب. إذا ما كانت هذه الجهود، لنقل الرسائل العلنية عبر وسائل الإعلام والوسائط الدبلوماسية، لن تعطي ثمارها ولاحظ الجيش الإسرائيلي بان الإيرانيين يواصلون كالمعتاد، فستقف إسرائيل أمام مضلة، هل تنفذ عملية احباط مسبقة فتضرب القدرات الإيرانية للثأر من الاراضي السورية، العملية التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد آخر. على الاقل على المستوى التصريحي، في إسرائيل يعرضون معادلة بسيطة: إذا هاجمتم فان ردنا لن يكون متوازنا. ولا يزال، يمكن التقدير بانه إذا كان الرد الايراني محدودا فستكون لذلك مضاعات ايضا على طبيعة رد فعل اسرائيل، غير المعنية بحرب في الشمال.
 المشكلة المركزية في احداث من هذا النوع، تنشأ كنتيجة لسوء التقدير والتقديرات المغلوطة لكل طرف تجاه عدوه بشأن نواياه الهجومية. من ناحية اسرائيل، فان الرسالة المركزية في اصدار هذه المواد هي: انتم مكشوفون لنا، نحن نشخص نواياكم ومن الافضل لكم أن تتراجعوا إلى الوراء.
 اما الايرانيون، بالمقابل، فيمكنهم أن يفهموا اصدار المواد كاستعدادات اخيرة من جانب إسرائيل لتحقيق شرعية دولية قبيل هجوم جوي واسع النطاق يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد القوات الإيرانية من أجل تصفية القدرات العسكرية لإيران في سورية.
هذه لعبة بوكر (قمار) عصبية على نحو خاص، كل عمل غير صحيح فيها من شأنه أن يكون له معنى كبير على استقرار المنطقة.